رسائل الحب الورقية
كُنا و كُنا و في زمنِ السرعةِ أصبحنا ، كُنا نكتبُ الحب و أصبحنا نكتبُ بلا قلب ، كانت أحاسيسنا تملأ الورق و أصبحت تتقاذف لتفترق.
رسائل الحب الورقية كانت لمتلقيها سعادة و كلما إشتاق فتش بين الأوراق ليقرأ حُباً لروحه ينساق. هكذا هي الرسائل الورقية كانت المتنفس و كانت الملاذ حيث أنه و إن أحسست بشيءٍ لأحدهم و لم تستطع البوح له فإنك تمسك قلمك و الورقة لتصبح الأحرف منطلقة و المشاعر كلها متسقة لتغلفها بعد ذلك بكل حُبٍ لتهديها لذلك الذي كتبت له.
نعم يبقى للرسالة الورقية طعم آخر ، فبالرغم من أن العالم تطور الآن و أصبح أكثر سرعة الا أن ذلك لا يغنينا عن رسالة ورقية مغلفة بحب لنا ، و ربما الآن و في بعض الأحيان تصل إلينا رسالة من صديق أو قريب أو حبيب كنّا ننتظرها بشوق و ما أن تصلنا الا و نقبّل هاتفنا بدون شعور لكن هذا الشعور ليس بحجم الشعور الذي ينتابنا حينما نمسك بالرسالة الورقية.
للرسائل ركنٌ خاص دائما في حياتنا ، و عندما نريد أن نكتب لمن نحب دائما نختار أجمل الورق لدينا لنرى جمال الأحرف حين تتدفق لترسم لوحة شعورية مليئة بكل الحب.
قبل قليل فتحت مذكرتي الخاصة و صندوق الرسائل القديمة الخاصة بي ، و إنتابني الشوق و الحنين لتلك الرسائل الجميلة التي تحمل في داخلها مشاعر جميلة و بريئة كانت لأيام مضت ، بعضها كانت من صديقاتي و أخرى من معلماتي و من أخوتي ، كل رسالة كانت تحمل في طياتها الكثير و الكثير. ربما الرسائل تأخذنا بعيداً الى تلك الأيام و التواريخ التي كتبت فيها تلك الرسالة.
و أخيراً ربما نحن الآن في عصر البريد الإلكتروني و برامج التواصل المختلفة لكننا نحتاج أحيانا الى رسالة حب ورقية تعيد لنا الحياة.
الكاتبة: أسماء الحوارية.