المسيلة الإخبارية الخليج الانترنت بوابة الأخبار
كنت اتمنى من الاعلاميين والجماهير الرياضية وهم يتابعون فعاليات دورة الخليج العربي لكرة القدم خليجي23، أن يتذكرو كلمات سمو امير دولة الكويت في القمة الخليجية الأخيرة التي دعا فيها سموّه بالتوقف عن التراشق الإعلامي الذي لا يخدم أحد .
لم تكن بداية انطلاق خليجي٢٣ موفقة ، واقصد انسحاب مدرب المنتخب السعودي من المؤتمر الصحفي لوجود قنوات قطرية وخاصةً قناة بي إن سبورت التابعة لشبكة الجزيرة ، تساؤلات عديدة يطرحها سلوك المدرب السعودي ، منها كيف سيتصرف هذا المدرب عندما يقابل المنتخب السعودي شقيقه المنتخب القطري ، شكوك كثيرة بدأت تلقى بظلاله على مصير الدورة الرياضية الاكثر شعبية بالخليج .
في السابق – كانت دورات الخليج لكرة القدم ، البطولة الرياضية الأكثر شعبية وحماساً ، وخاصة عندما يتقابل المنتخب الكويتي والعراقي وهما الاكثر احترافية من الاخرين في بدايات انطلاق دورة الخليج لكرة القدم ، وفي فترة لاحقة لذلك ، كانت تقتصر المنافسات الشديدة بين المنتخب الكويتي والسعودي.
ونتذكر جيداً – دورة الخليج الرابعة عشر ، التي أقيمت في البحرين عام 1998 ، عندما أشتدت المنافسة بين المنتخب السعودي والكويتي وهما ابرز الفرق الرياضية آنذاك ، وكانت مصير الفريق الكويتي بيد المنتخب القطري ليوقف تقدم المنتخب السعودي ، حتى يتمكن المنتخب الكويتي من الفوز بالبطولة .
الكويت بحاجة للفوز على الامارات في المباراة الاخيرة ، ولكن لن يعني فوزها شيئاً إن لم يوقف المنتخب القطري منتخب السعودية ويمنعه من الفوز علية .
جرت مباراة المنتخب السعودي والقطري وكان متوقع لها ان تكون مباراة عادية جداً ، حيث سيقابل البطل المتوقع ( السعودية ) مع المنتخب (القطري ) الذي خرج من المنافسة مبكرا ، ولكن المفاجئة ان المبارة تحولت الى مباراة نهائية ، حيث أبدع المنتخب القطري واستطاع ان يوقف تقدم قطارالمنتخب السعودي ، وانتهت المباراة بالتعادل السلبي ، وعندما دخل الاعلاميين الي ارضية الملعب ليسألوا اللاعبين القطرين عن الحماس المنقطع النظير الذي بدوا فيه ، فأجاب احد اللاعبين لا يحضرني أسمه قائلا ” لقد عملنا ماهو علينا ، والباقي على الكويتين ” ، في إشارة الي عودة الأمل للمنتخب الكويتي والذي بالفعل استطاع الفوز على الامارات ٤-١ وأحرز لقب البطولة ، وعندها خرج الصحف السعودية بمانشيت جميل جداً ومعبِّر وهو ” آه يالقهر سوتها قطر ” ، في إشارة الي خسارتهم البطولة بسبب مباراتهم مع قطر ، ومن ذلك اليوم اصبح المنتخب القطري عقدة المنتخب السعودي .
ختاماً – وبعيداً عن المنافسات الرياضية والحماس الذي يطغى عليها ، نثمن نحن الخليجيين الموقف القطري الرسمي بموافقتهم نقل بطولة كأس الخليج الي دولة الكويت بدلا من قطر، وايضاً نثمن الموقف الكويتي الرسمي الذي يسعى جاهداً لإستمرار الفعاليات الخليجية وعدم انقطاعها سواء الفعاليات السياسية الممثلة بإستضافة القمة الخليجية ٣٨ ، او الفعاليات الرياضية كبطولة خليجي٢٣ .
الكويت تسعى جاهدة لنجاح التطبيع الرياضي بين الاشقاء الخليجين تمهيدا للتطبيع السياسي ، ولكني لستُ متفائلاً كثيراً ، وأخشى ان يقوم البعض بتصرف غير متوقع يهدم ما بنته الكويت للاسف ، فقطر وضعت الجميع أمام مسؤوليتهم ، واخشى ان تنسحب بعض الفرق ولسان حالهم يقول ” آه يالقهر سوتها قطر” بموافقتها على نقل البطولة الى الكويت .
