أصداء الأحداث: عادل المطيري: اصرار كويتي ودعم غربي لحل الخلاف الخليجي
منذ الساعات الأولى لتفجر الأزمة الخليجية في يوم 5 يونيو 2017 ، بين قطر من جهة ، والسعودية والامارات والبحرين ومصر من جهة آخرى ، واتخاذ هذه الدول قرار سحب السفراء من قطر ومقاطعتها وإغلاق الحدود معها ، بدأت التحركات الكويتية في نفس اليوم ، متمثلة في زيارة سمو الأمير الشيخ صباح الاحمد الصباح ، لأخيه خادم الحرمين الشرفين الملك سلمان بن عبدالعزيز ، وفي اليوم التالي في 6 يونيو ، وبالرغم من مشقة السفر في رمضان ، إتجه سموه الي دولة الامارات واجتمع مع مسؤوليها وعلى رأسهم الشيخ محمد بن زايد ، ليواصل السفر بعدها وفي نفس اليوم الي دولة قطر والاجتماع مع سمو امير قطر الشيخ تميم بن حمد .
الكويت تقود حراك دبلوماسي واسع
لم تقتصر جهود سموه في قيامه بجولة مكوكية بين اطراف الازمة الخليجية ، بل كان سموّه حريص على متابعة الازمة مع الاطراف الدولية المؤثرة ، فكانت اتصالات سموّ الامير الشيخ صباح مع الرئيس الامريكي ترمب ، والرئيس التركي اردوغان ، وغيره من الرؤوساء ، واستقبل الكثير من المبعوثين الدوليين أخرهم وزير الخارجية البريطاني بوريس جونسون وكذلك وزير الخارجية الامريكي ريكس تيلرسون ، كما بعث سمو الامير الكثير من مبعوثين لدول المعنيّة بالازمة الخليجية .
الازمة الخليجية في خطابات سمو امير البلاد الشيخ صباح الاحمد الصباح
تتجلى مشاعر سمو الامير الصادقة والصريحة في خطاباته والتي عبّر فيها عن أسفه من الخلافات بين الاشقاء والتي هددت بقاء مجلس التعاون البيت الخليجي .
حَتْىّ الآن عبّر سمو امير البلاد الشيخ صباح الاحمد الصباح عن مشاعره تجاه الازمة الخليجية في ثلاث مناسبات وبثلاث طرق مختلفة ” تصريح – خطاب – وبيان ” هي كالتالي :
– 12يونيو
حديث سمو الامير الشيخ صباح الاحمد الصباح أثناء لقائه رئيس مجلس العلاقات العربية والدولية محمد جاسم الصقر:
قال سموّه إن التقريب بين الأشقاء في مجلس التعاون الخليجي واجب لن يتخلّى عنه.
«صعب علينا، نحن الجيل الذي بنينا مجلس التعاون الخليجي قبل 37 عاماً، أن نرى بين أعضائه تلك الخلافات، التي قد تؤدي إلى ما لا تحمد عقباه»
وأضافه سموّه قائلاً «أنا شخصياً، عايشت اللبنة الأولى لبناء هذا المجلس منذ نحو أربعة عقود؛ ولذا ليس سهلاً على من هو مثلي عندما يكون حاكماً أن يقف صامتاً من دون أن يفعل كل ما باستطاعته للتقريب بين الأشقاء، وهذا واجب لا أستطيع التخلي عنه»
-18 يونيو
وكعادة سموّه الامير الشيخ صباح الاحمد في مخاطبة الكويتين في شهر رمضان وتحديداً بالعشر الاواخر منه ، قال سموّه في خطابه « اننا نتطلع بكل الرجاء والأمل في هذا الشهر الفضيل وفي لياليه المباركة لتجاوز التطورات الأخيرة في بيتنا الخليجي ومعالجتها، وتهيئة الأجواء لحل الخلافات المؤسفة، ورأب الصدع بالحوار والتواصل، في ظل ما يجمع دول مجلس التعاون وشعوبها من روابط تاريخية راسخة، وعلاقات أسرية حميمة، و مصير واحد، ومصالح مشتركة، تحتم علينا العمل وبكل الجهد للحفاظ على هذا الكيان الخليجي ليبقى متماسكا ومحققا لآمال وتطلعات أبنائه …. مبتهلين إلى المولى جل وعلا أن تكلل المساعي المبذولة والجهود المخلصة للوصول إلى كل ما من شأنه الحفاظ على دولنا الخليجية وشعوبها، وتجنب كل ما يعكر صفو علاقاتها الوطيدة، ويهدد أمنها وسلامتها » .
-12يوليو
اصدر صاحب السمو الأمير الشيخ صباح الأحمد بياناً ، عبّر عن شعوره بالمرارة وتأثره البالغ للتطورات غير المسبوقة التي يشهدها «بيتنا الخليجي»، وأضاف سموه في بيان: ان مما خفف من آلامها وضاعف من عزم إرادتنا على معالجتها ما لمسناه من ردود فعل إيجابية وتأييد لتحركنا ومساعينا لاحتواء هذه التطورات منذ بدايتها وما حظينا به من دعم ومؤازرة من إخواننا وأبنائنا المواطنين ، … وما لمسناه أيضا في دول المجلس الشقيقة على المستويين الشعبي والرسمي، فضلا عن الدعم والتأييد لنا على مستوى دول العالم ومن المنظمات والهيئات الدولية والإقليمية، ورسخ إصرارنا وعزمنا على مواصلة تلك المساعي، …وأكد سموه ان مسيرة مجلس التعاون لدول الخليج العربية المباركة …..
لا يمكن التفريط فيها والتي تستدعي الحفاظ عليها والتمسك بها، وأضاف سموه: لن نتخلى عن مسؤوليتنا التاريخية وسنكون أوفياء لها حتى يتم تجاوز هذه التطورات وانجلاؤها عن سمائنا وتعود المحبة والألفة لبيتنا الخليجي الذي سيبقى وحده قادرا على احتواء أي خلاف ينشأ في إطاره » .
الإصرار الكويتي لحل الازمة الخليجية يتضح ايضاً ، في قيام الكويت بدور الوساطة الدولية فحاولت ومازالت حَتْىّ بعد انتهاء مدة الموافقة على الطلبات التي تقدمت فيها دول المقاطعة لدولة قطر ، استمرت الكويت في وساطتها وطلب مساعدة الحلفاء الرئيسين لدول الخليج كالولايات المتحدة وبريطانيا، من أجل البدء في جولة مفاوضات جديدة سواء مباشرة او غير مباشرة لتقليل فجوة الخلافات للوصول الي حل نهائي للازمة الخليجية
الشعب الكويتي خاصةً والخليجي بشكل عام ، متفائلين بقرب حل الخلافات الخليجية ، ويعولون كثيراً على حكمة ودبلوماسية ، سمو الامير الشيخ صباح الاحمد الصباح وأخوته قادة دول مجلس التعاون الخليجي
عادل عبدالله المطيري
almutairiadel@