الإثنين , 29 مايو 2023

أصداء الأحداث: عادل المطيري: حديث في المصالحة الفلسطينية

فرح الفلسطينيين و معهم كل العرب والمسلمين بعد توقيع فتح وحماس الخميس الماضي في القاهرة لإتفاق المصالحة الذي انهى عشرة اعوام من الانقسام الفلسطيني، واعطى مهلة شهرين للتوصل الى حل نهائي للملفات العالقة ، كمصير الموظفيين في قطاع غزة والتي عيّنتهم حماس ، ومشكلة  انقطاع الكهرباء  وقضية فتح المعابر وخصوصاً  معبر رفح ، إلا ان الجميع يأمل بان ترفع المعانات الإنسانية عن سكان قطاع غزة نتيجة الحصار الإسرائيلي ناهيك عن الآثارالمدمرة و المترتبة عن  ثلاث حروب متوحشة شنتها اسرائيل على غزة بين عامين 2008 و2014 .

بالرغم ان اتفاق المصالحة الفلسطيني هو إتفاق مبدئي  إلا ان  الجميع متفاؤل ويعود ذلك – لتفهّم جميع الاطراف الفلسطينينة ” فتح – حماس ” ومعهم الدولة الراعية مصر لمشكلة سلاح حماس ، والذي ينقسم الى قسمين  ، احدهما سلاح القوة التنفيذية ” شرطة غزة ” والذي أتفق على تسليمه لوزير الداخلية ، أما السلاح الآخر فهو سلاح المقاومة ، وهو الأهم والأكثر تعقيداً ، إلا ان تصريحات قياديي حماس تشير الى وجود توافق حوله ، بإعتبار ان لا أحد يملك خيار مصادرته في ظل استمرار الاحتلال وعدم التوصل الي اتفاق سلام مع الاسرائيليين  .

ثمة مجهودات كبيرة قامت بها حركة حماس لتهيئة الاجواء لنجاح اتفاق المصالحة الفلسطينية ، فمنذ  أكثر من خمسة أشهر ، وبالتحديذ في مايو 2017 ، أقدمت حماس على تعديل وثيقتها التأسيسية الصادرة عام ١٩٨٨ ، في خطوة حمساوية جريئة ، جاءت بعد قراءة واعية للاوضاع السياسية العالمية والاقليمية المتمثلة بفشل الثورات العربية ونجاح الثورات المضادة المعروفة بعدائها غير المبرر للاخوان المسلمين ، ناهيك عن  وصف حركة حماس بالإرهابية من قِبل الولايات المتحدة وبعض الدول العربية ، ولذلك قامت الحركة بتعديل ميثاقها  لتفك الارتباط  المعلن مع تنظيم الاخوان المسلمين  وإلغاء كل مايشير إليه .

كما أوردت حماس بعض التعديلات الإستباقية تحسباً للوقوع في أخطاء الماضي عندما تحولت حماس من مجرد حركة مقاومة وطنية الى حكومة وطنية تمثل كل الفلسطينيين ، ومطالبة من المجتمع المحلي والدولي بالتفاوض مع الاسرائيليين ، ولذلك  حدد الميثاق الجديد الدولة الفلسطينية وفق حدود الرابع من يونيو/حزيران 1967 بدلاً من كامل فلسطين ، وأُستُخدم مصطلح الكيان الصيهوني بدلاً من مصطلح اليهود  .

هذا السلوك البراغماتي من حماس سيؤدي حتماً –  لسحب كل الاوراق التي يلعب بها خصومها في الداخل والخارج ، ومنها أن حماس لا يمكنها التفاوض  لعدم إيمانها بحل الدولتين بالإضافة لمعاداتها للسامية  وبالتالي لايمكن انت تكون شريك في عملية السلام ويجب إبعادها عن الحكومة والبرلمان ولو ربحت الانتخابات !

ختاماً – نتمنى أن ينجح الفلسطينيون في تشكيل حكومة توافق وطني تنفذ اتفاق المصالحة الفلسطينية ، وتهيئ  إجراء انتخابات رئاسية وتشريعية نزيه ، وتعمل على استكمال اصلاحات منظمة التحرير الفلسيطينية الممثل الشرعي في اي مفاوضات قادمة  – ففي نهاية الامر – يجب احترام خيارات الشعب الفلسطيني الديمقراطية وحقه في السلام العادل .

عادل عبدالله المطيري

شاهد أيضاً

أصداء الأحداث: عادل المطيري: العراق: حكومة جديدة وتحديات كبيرة

أصداء الأحداث: عادل المطيري: لا حرب في الخليج

عنونت العديد من الجرائد الخليجية والعالمية صدر صفحاتها بعنوانين من قبيل «طبول الحرب تقرع في …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *