فرح الفلسطينيين و معهم كل العرب والمسلمين بعد توقيع فتح وحماس الخميس الماضي في القاهرة لإتفاق المصالحة الذي انهى عشرة اعوام من الانقسام الفلسطيني، واعطى مهلة شهرين للتوصل الى حل نهائي للملفات العالقة ، كمصير الموظفيين في قطاع غزة والتي عيّنتهم حماس ، ومشكلة انقطاع الكهرباء وقضية فتح المعابر وخصوصاً معبر رفح ، إلا ان الجميع يأمل بان ترفع المعانات الإنسانية عن سكان قطاع غزة نتيجة الحصار الإسرائيلي ناهيك عن الآثارالمدمرة و المترتبة عن ثلاث حروب متوحشة شنتها اسرائيل على غزة بين عامين 2008 و2014 .
بالرغم ان اتفاق المصالحة الفلسطيني هو إتفاق مبدئي إلا ان الجميع متفاؤل ويعود ذلك – لتفهّم جميع الاطراف الفلسطينينة ” فتح – حماس ” ومعهم الدولة الراعية مصر لمشكلة سلاح حماس ، والذي ينقسم الى قسمين ، احدهما سلاح القوة التنفيذية ” شرطة غزة ” والذي أتفق على تسليمه لوزير الداخلية ، أما السلاح الآخر فهو سلاح المقاومة ، وهو الأهم والأكثر تعقيداً ، إلا ان تصريحات قياديي حماس تشير الى وجود توافق حوله ، بإعتبار ان لا أحد يملك خيار مصادرته في ظل استمرار الاحتلال وعدم التوصل الي اتفاق سلام مع الاسرائيليين .
ثمة مجهودات كبيرة قامت بها حركة حماس لتهيئة الاجواء لنجاح اتفاق المصالحة الفلسطينية ، فمنذ أكثر من خمسة أشهر ، وبالتحديذ في مايو 2017 ، أقدمت حماس على تعديل وثيقتها التأسيسية الصادرة عام ١٩٨٨ ، في خطوة حمساوية جريئة ، جاءت بعد قراءة واعية للاوضاع السياسية العالمية والاقليمية المتمثلة بفشل الثورات العربية ونجاح الثورات المضادة المعروفة بعدائها غير المبرر للاخوان المسلمين ، ناهيك عن وصف حركة حماس بالإرهابية من قِبل الولايات المتحدة وبعض الدول العربية ، ولذلك قامت الحركة بتعديل ميثاقها لتفك الارتباط المعلن مع تنظيم الاخوان المسلمين وإلغاء كل مايشير إليه .
كما أوردت حماس بعض التعديلات الإستباقية تحسباً للوقوع في أخطاء الماضي عندما تحولت حماس من مجرد حركة مقاومة وطنية الى حكومة وطنية تمثل كل الفلسطينيين ، ومطالبة من المجتمع المحلي والدولي بالتفاوض مع الاسرائيليين ، ولذلك حدد الميثاق الجديد الدولة الفلسطينية وفق حدود الرابع من يونيو/حزيران 1967 بدلاً من كامل فلسطين ، وأُستُخدم مصطلح الكيان الصيهوني بدلاً من مصطلح اليهود .
هذا السلوك البراغماتي من حماس سيؤدي حتماً – لسحب كل الاوراق التي يلعب بها خصومها في الداخل والخارج ، ومنها أن حماس لا يمكنها التفاوض لعدم إيمانها بحل الدولتين بالإضافة لمعاداتها للسامية وبالتالي لايمكن انت تكون شريك في عملية السلام ويجب إبعادها عن الحكومة والبرلمان ولو ربحت الانتخابات !
ختاماً – نتمنى أن ينجح الفلسطينيون في تشكيل حكومة توافق وطني تنفذ اتفاق المصالحة الفلسطينية ، وتهيئ إجراء انتخابات رئاسية وتشريعية نزيه ، وتعمل على استكمال اصلاحات منظمة التحرير الفلسيطينية الممثل الشرعي في اي مفاوضات قادمة – ففي نهاية الامر – يجب احترام خيارات الشعب الفلسطيني الديمقراطية وحقه في السلام العادل .
عادل عبدالله المطيري