أمير قبيلة الرشايدة محمد مفرج المسيلم في ذمة الله
غيّب الموت امس امير قبيلة الرشايدة محمد مفرج عاصي مفرج المسيلم عن عمر ناهز الـ 69 عاما عمل خلالها على كل ما من شأنه تمتين أواصر الوحدة الوطنية، مؤكدا دائما على أن ولاء الرشايدة هو دائما لصاحب السمو الأمير الشيخ صباح الأحمد، ربان سفينة الكويت.
حاز الراحل عضوية مجلس الأمة عام 1985 وشغل خلالها منصب رئيس لجنة الشؤون الداخلية والدفاع ورئيس لجنة العرائض والشكاوى، كما نال عضوية المجلس الوطني عام 1990.
الملف الاقتصادي
المسيلم، رحمه الله، حاصل على شهادة الدبلوم في إدارة الأعمال، ودعا مرات عديدة إلى ايلاء الملف الاقتصادي الاهمية الكبرى وضرورة استغلال الوفرة المالية لإنهاء المشاريع التي تحتاجها الكويت، إذ كان رحمه الله يعتبر أن قضية التنمية ودفع عجلة الاقتصاد والنهوض بالحياة الاقتصادية والتجارية يكون من خلال سن التشريعات التي تشجع القطاع الخاص والأهلي وجذب المستثمر الأجنبي من دون الاخلال في التوازن السكاني ومستوى الدخل في الكويت.
فالكويت بنظره، رحمه الله، رائدة في التجارة منذ القدم وتوجد بها الكفاءات وكان يطالب دائما أعضاء المجلس بأن لا يؤخروا المشاريع ويراقبوا بأمانة ولا يوقفونها من أجل مصالحهم لكي نصل إلى مركز مالي تجاري ناجح ونعيد الكويت كما كانت في السابق رائدة بكل شيء سواء بالسياسة والاقتصاد والرياضة والثقافة، وأن تكون مركزا ماليا مهما على مستوى العالم وجذب انظار العالم لها بفتح كافة السبل وتسهيل الاجراءات، فنحن نسمع عن بعض القرارات او المقترحات لتحويل الكويت الى مركز مالي واقتصادي مهم.
أولوياته المطلقة
طوال تاريخه السياسي نادى المسيلم، رحمه الله، بضرورة إنجاز ملفات عديدة، كانت في مقدمة أولوياته، وهي تطبيق الشريعة الإسلامية ومنح المرأة الكويتية حقوقها، ومعالجة قضايا الإسكان والبطالة والتعليم والصحة ومكافحة المخدرات، والحد من ارتفاع الاسعار، وايجاد حل لمشكلة البدون والعمل على تحقيق التنمية وذوي الاحتياجات الخاصة وملف التقاعد والمحافظة على المكتسبات الدستورية، وتشريع القوانين لصالح المواطن والوطن، ومحاربة الغلاء غير المبرر والبطالة والتضخم ومحاربة الفساد والظواهر الشاذة الدخيلة على المجتمع، واسقاط فوائد القروض وتحرير الشعب من الفوائد الربوية.
حب الوطن
للراحل مقولة كان يرددها دائما وهي: «الكويت هي حزبنا» وكان، رحمه الله، يؤكد ان «ابناء قبيلة الرشايدة يعتزون بحبهم وتقديرهم واخلاصهم لحضرة صاحب السمو الأمير الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح حفظه الله ورعاه فمحبتهم ليست بجديدة «ولكن تمت وراثتها من الآباء والأجداد».
كان الراحل، رحمه الله، يؤكد دائما ان صاحب السمو الأمير الشيخ صباح الأحمد هو من قاد سياسة الكويت الخارجية منذ أكثر من نصف قرن واتسمت هذه الفترة بالاعتدال والوسطية والعمل على التجميع لا التفريق ومد الجسور لا هدمها حتى اثمرت تلك السياسة وقطفت الكويت هذه الثمار عندما تعرضت لأبشع اعتداء والهمجية من النظام الصدامي، حيث توحدت دول العالم في وقفة واحدة ضد النظام المعتدي، وهذه الوقفة كانت إحدى ثمار سياسة سمو الشيخ صباح الأحمد الحكيمة، فهو ربان سفينة الكويت الماهر الذي استطاع أن يحافظ عليها وسط الأجواء والامواج الهائجة في وقت عصفت فيه الرياح بأوطان أخرى فقلبتها رأسها على عقب.
وضمن هذه العلاقة لقيت مبادرة سمو الأمير بالاطمئنان على صحة محمد المسيلم، رحمه الله، في مارس الماضي من خلال إيفاد سموه حفيده الشيخ صباح ناصر الصباح الى لندن- حيث يتلقى المسيلم العلاج للاطمئنان عليه- الأثر الطيب الكبير في نفوس الكويتيين، لما تمثله من ارتباط الحاكم بشعبه.