«الأزرق» في مواجهة… «أبطال أفريقيا»
يخوض منتخب الكويت لكرة القدم اختباراً قوياً بمواجهة ضيفه الكاميروني، اليوم، في ثاني مبارياته الدولية الودية ضمن ما يعرف بـ «أيام الفيفا» التي عاد إليها بعد غياب ناهز العامين ونصف العام على اثر الايقاف الذي فرضه الاتحاد الدولي للعبة على الكرة الكويتية.
وكان «الأزرق» خسر في المباراة الودية الأولى امام مضيفه الأردني في عمّان بهدف دون مقابل، الأربعاء الماضي.
وينظر القيّمون على الاتحاد بأهمية كبيرة الى لقاء اليوم، باعتباره امام منتخب متمرس وقوي ويحمل لقب كأس الأمم الأفريقية الأخيرة التي اقيمت في الغابون العام الماضي، بعد الفوز على المنتخب المصري في المباراة النهائية.
وبدأت «لجنة التسوية من أجل الكويت» والمكلفة بإدارة شؤون الاتحاد حتى موعد اجراء انتخابات لاختيار مجلس ادارة جديد، خطوات اعادة «الأزرق» الى الحظيرة الدولية من خلال الاتفاق على خوض لقاءات عدة خلال الفترة المخصصة لإقامة المباريات بين منتخبات العالم والمعروفة بـ «أيام الفيفا»، فتم الاتفاق على مواجهة الأردن والكاميرون خلال الشهر الراهن، وفلسطين ومصر في مايو المقبل.
وقامت اللجنة باستعارة الصربي رادويكو افراموفيتش «رادي» من نادي التضامن، علماً بأنه سبق للمدرب المخضرم أن قاد المنتخب قبل أكثر من 15 عاماً.
وأعلن المدرب الصربي قائمة من 23 لاعباً لتمثيل المنتخب في المباراتين خلت من أسماء تقليدية مثل بدر المطوع، مساعد ندا، حسين حاكم، عبدالله البريكي وفهد الرشيدي في اطار توجه لمنح الفرصة لوجوه جديدة تخدم الفريق لسنوات مقبلة، خاصة وان الفريق لن يكون مدعواً الى أي استحقاقات دولية رسمية خلال فترة تتجاوز العامين.
وينتظر ان يمنح «رادي» الفرصة للاعبين الذين لم يشاركوا أمام الأردن، اليوم، علماً بأنه دفع بـ 17 عنصراً في المباراة السابقة.
واللاعبون الذين لم يحظوا بفرصة الظهور في اللقاء الماضي هم الحارسان حميد القلاف ومصعب الكندري، بالضافة الى ضاري سعيد، احمد رحيل، حمود عايض وسلطان العنزي، فيما تم ضم لاعب النهضة العماني يوسف ناصر أخيراً، وينتظر ان يقود هجوم «الأزرق»، اليوم.
ومع الانتقادات التي وجهت الى الاداء امام الأردن، خاصة من ناحيتي التنظيم الدفاعي والفاعلية الهجومية، فإن القيمين على الفريق أكدوا أن الهدف من المباريات الودية يتمثل في الاعداد للمستقبل وان ظهور الفريق بهذا المستوى أمر طبيعي قياساً بحالة التجديد التي يمر بها، وابتعاده عن المباريات الدولية لفترة طويلة، فضلاً عن قصر فترة الاعداد التي لم تتجاوز الثلاث حصص تدريبية.
اما المنتخب الكاميروني الذي يقوده مدرب موقت هو ألكسندر بيلينغا، فيخوض اللقاء في اطار استعداداته للدفاع عن لقبه بطلاً لكأس الأمم الأفريقية في النسخة المقبلة المقرر في ضيافته مطلع العام المقبل.
وشهدت القائمة التي أعلنها المدرب عودة مجموعة من النجوم الذين ينشطون في الدوريات الأوروبية بعد انسحابهم من المنتخب قبل انطلاق منافسات النسخة الماضية من كأس الأمم الافريقية 2017.
وبعد اجتماع مصالحة جمع عددا من النجوم المبتعدين عن المنتخب برئيس لجنة التطبيع في الاتحاد الكاميروني ديودون هابي في باريس، تم الاتفاق على عودة كل من مدافع وست بروميتش البيون الانكليزي ألان نيوم، حارس مرمى فنربغشة التركي المخضرم كارلوس كاميني، لاعب ستوك سيتي الانكليزي إريك تشوبو موتينغ، بالاضافة الى حارس مرمى أياكس أمستردام الهولندي أندريه أونانا ومدافع قيصري سبور التركي جان-أرميل كانا-بييك.
وشهدت القائمة استدعاء لاعب ستراسبورغ الفرنسي ستيفان باهوكين للمرة الاولى بعد أن سبق له تمثيل منتخب «الديوك» للشباب.
في المقابل، يتواصل غياب نجم ليفربول الانكليزي جويل ماتيب عن القائمة التي ضمت العناصر التي ساهمت في التتويج الافريقي على غرار مهاجم بورتو البرتغالي فنسان أبوبكر ولاعب غويزهو رينهي الصيني بنيامين موكاندغو.
«رادي» يدعو إلى استغلال الفرصة… وبيلينغا يؤكد جهوزية «الأسود»
أوضح مدرب «الأزرق»، الصربي رادويكو افراموفيتش «رادي»، ان «المباراة أمام الكاميرون لن تكون سهلة الا اننا سنعمل على التعامل معها بأفضل ما في وسعنا»، كاشفاً أنه حث اللاعبين على استغلال الفرصة لابراز إمكاناتهم امام منتخب عريق ومعروف على المستوى الدولي، ويكفي أنه فاز بذهبية الالعاب الاولمبية في «اتلانتا 1996».
وأضاف خلال المؤتمر الصحافي الذي أقيم، أمس، أن منتخب الكاميرون يضم لاعبين معروفين ويمتلكون قدرات عالية ساهمت في ايصالهم الى الاندية الاوروبية المعروفة.
وعن الاصابات، قال «رادي» إن الثلاثي طلال الفاضل ويعقوب الطراروة وضاري سعيد في حالة جيدة بعد أن تدربوا خلال الايام الماضية وانه لا خوف على مشاركتهم في «التجربة الكاميرونية».
من جهته، اعتبر مدافع «الأزرق» فهد الهاجري بأن المباراة مهمة وصعبة في الوقت نفسه وبأنه سيكون لها مردود كبير لدى اللاعبين الجدد الذين يشكلون 60 أو 70 في المئة من المنتخب.
وطالب الجماهير بضرورة الحضور لدعم «الازرق» والاحتفاء بحارس مرمى المنتخب والعربي سابقا احمد جاسم في مهرجان تكريمه.
أما مدرب المنتخب الكاميروني ألكسندر بيلينغا فقال في المؤتمر الصحافي ذاته: «وجدنا حفاوة كبيرة منذ وصولنا الى الكويت، ونشكر الجميع على حسن الاستقبال في زيارتنا الأولى. نحن جاهزون للمواجهة خاصة واننا نستعد حاليا لخوض كأس الأمم الافريقية 2019 المقررة في الكاميرون».
وأشار الى ان مواجهة «الازرق» تعتبر تجربة جديدة للاعبين الذين يشكلون خليطاً بين الخبرة والشباب، لمواجهة منتخب لم يسبق لهم أن واجهوه وهو ما سيمنحهم خبرة مطلوبة للمستقبل.
ولفت الى أن غياب اللاعبين الكاميرونيين عن التواجد مع الاندية الاوروبية الكبيرة يعتبر امرا طبيعيا، ووصول صامويل ايتو مثلا الى قمة المجد مع أندية كبيرة جدا يعتبر امرا فريدا لا يتكرر دائما.
وأكد أن كل جيل يضم نجما واحدا كبيرا، متمنياً أن يصل لاعبون آخرون الى ما وصل اليه النجوم المعروفون مثل ايتو، مرشحا مهاجم بورتو البرتغالي فنسان ابوبكر ليكون واحدا من الأسماء المعروفة في القريب العاجل.
وقال ابوبكر في المؤتمر إن منتخب بلاده يضم لاعبين جدداً، وان الفرصة ستكون امامهم لاثبات وجودهم، «ونحن لا نفكر في النتيجة بقدر حرصنا على الظهور بصورة جيدة خلال هذه التجربة».
اعتزال أحمد جاسم
يقام على هامش مباراة «الأزرق» والكاميرون حفل اعتزال وتكريم حارس مرمى المنتخب والنادي العربي السابق أحمد جاسم برعاية وزير التجارة والصناعة وزير الدولة لشؤون الشباب خالد الروضان.
وكان جاسم مثّل العربي في سن مبكرة، وساهم في تحقيقه عددا من الألقاب المحلية، وانضم الى المنتخب ليحقق معه انجازات عدة من بينها التتويج بكأس الخليج الـ 14 في البحرين العام 1998، وفضية دورة الألعاب الآسيوية في بانكوك في العام نفسه.
الأولى… بين المنتخبين
ستكون مواجهة الليلة، الأولى على الاطلاق التي تجمع بين «الأزرق» و«الأسود غير المروضة» على صعيد المنتخب الأول.
وسبق للطرفين ان تواجها في مناسبتين سابقتين لكن في فئات أخرى، حيث التقيا ضمن المجموعة الثالثة للدور الأول من دورة الألعاب الأولمبية في سيدني 2000، ويومها حققت الكاميرون الفوز بثلاثة أهداف لنيكولاس ألوندجي، وباتريك مبوما و»لورين» مقابل هدفين لخلف السلامة وجمال مبارك.
واللافت ان مدرب الكويت يومها كان الصربي رادويكو افراموفيتش «رادي» الذي يقود الفريق حالياً.
كما التقى المنتخبان على صعيد المنافسات العسكرية في بطولة العالم التي استضافتها سورية في العام 1977 وفازت الكويت يومها بهدف حمل توقيع حمد بوحمد.
تاريخ مجيد
يحظى المنتخب الكاميروني بتاريخ مجيد في «القارة السمراء»، حيث يعتبر المنتخب الأفريقي الوحيد الذي تأهل الى كأس العالم في سبع مناسبات أعوام 1982 و1990 و1994 و1998 و2002 و2010 و2014.
كما نال شرف بلوغ الدور ربع النهائي في مونديال ايطاليا 1990 كأول منتخب أفريقي ينال هذا الشرف، قبل ان يودع المنافسة على يد المنتخب الانكليزي بخسارته أمامه بصعوبة 2-3.
كما توج منتخب «الاسود غير المروضة» بلقب كأس أمم أفريقيا خمس مرات أعوام 1984 و1988 و2000 و2002 و2017، وحصل على الميدالية الذهبية في دورة الألعاب الأولمبية في سيدني 2000.
تحكيم إماراتي
يقود مباراة الكويت والكاميرون، اليوم، طاقم تحكيم اماراتي بقيادة سالم النقبي، على ان يساعده مواطناه سبت عبيد وعلي راشد النعيمي.