الدور الأول… “مفاجأتان” وخروج مبكر للبطل والمضيف
وضعت منافسات الدور الأول في «خليجي 23» لكرة القدم أوزارها، وانجلى المشهد عن تأهل منتخبات عمان والإمارات عن المجموعة الأولى، والعراق والبحرين عن المجموعة الثانية، إلى الدور نصف النهائي الذي يقام يوم بعد غد الثلاثاء، فيلتقي المنتخب العماني مع «الأحمر» البحريني، فيما يصطدم «أسود الرافدين» بـ «الأبيض» الإماراتي.
فيما يلي نظرة على منتخبات البطولة الثمانية وما قدمته خلال الدور الأول:
المجموعة الأولى:
عمان
أحد مفاجآت البطولة، تمكّن من تعويض خسارته في بداية منافسات المجموعة الأولى من الامارات بهدف دون مقابل جاء من ركلة جزاء، ونجح في تحقيق فوزين متتاليين على منتخب الكويت بطريقة مشابهة، وعلى المنتخب السعودي بهدفين نظيفين في لقاء أثبت من خلاله قدرته على تسيير اللقاء الذي كان مطالباً فيه بتحقيق الفوز فقط للعبور إلى الدور نصف النهائي.
وفي المباريات الثلاث التي خاضها ضمن المجموعة، قدّم المنتخب العماني أداء ثابتاً ومتوازناً، وفق فيه المدرب الهولندي بيم فيربيك في الاستفادة من امكانات لاعبيه الفنية والبدنية، بالاضافة الى خبرة «المخضرم» أحمد مبارك «كانو» (32 عاماً)، والذي تسلم شارة القيادة خلفاً للحارس الكبير علي الحبسي الغائب عن البطولة.
الإمارات
أحد ألغاز النسخة الحالية، تأهل الى الدور نصف النهائي من دون أن يتلقى هزيمة أو تستقبل شباكه هدفاً واحداً، ولكنه في المقابل لم يسجل في مرمى منافسه سوى هدف وحيد كان خلال اللقاء الافتتاحي امام عمان ولم يكن ملعوباً وانما من ركلة جزاء نفذها هدافه علي مبخوت والذي لم يظهر خطورته المعهودة حتى الآن.
وكان واضحاً أن «الأبيض» لم يستوعب بعد الأسلوب الذي يعتمده مدربه الجديد، الإيطالي الشهير البيرتو زاكيروني والذي يرتكز على توزيعة 3-4-3.
ولا يزال المنتخب الإماراتي يعتمد بصورة أساسية على نجمه عمر عبدالرحمن في قيادة الهجمات، الامر الذي سهّل على منافسيه تقليص خطورة الفريق من خلال مراقبة «عموري» والحد من تحركاته.
ويعاني «الأبيض» من عدم فعالية لاعبي الاطراف سواء من خلال الانطلاقات أو التمريرات العرضية.
وبالعموم، فإن الناحية الايجابية في الأداء الاماراتي كانت في تمكنه من المحافظة على نظافة شباكه للمباراة الخامسة على التوالي منذ التعاقد مع زاكيروني في أكتوبر الماضي.
السعودية
وجد نفسه منافساً قوياً على احدى بطاقتي التأهل الى الدور الثاني بعد ان كان قد دخل البطولة لأجل اكتشاف لاعبين جدد ضمنتهم تشكيلته التي قادها الكرواتي كرونوسلاف يورزيتش. وسجل «الأخضر» الذي تكون في غالبيته من لاعبين شباب وآخرين لم يكونوا مسجلين في أندية مع بعض لاعبي الخبرة، بداية مبهرة بتغلبه على منتخب الكويت المضيف 2-1 في الافتتاح، قبل ان يتعادل مع الامارات أحد المرشحين للقب مع أفضلية ميدانية، غير ان الفريق يبدو بأنه قد تأثر بتغير اللهجة بعد هذه المباراة، وتصدره المجموعة حيث أكد مدربه وقتها بأن «الطموح هو الفوز باللقب»، وهذا الأمر يبدو بأنه وضع لاعبي «الأخضر» تحت الضغط في المباراة الأخيرة أمام عمان والتي كان يحتاج فيها الى التعادل فقط للعبور.
الكويت
مستضيف البطولة والعائد الى المنافسات الدولية بعد غياب تجاوز العامين، تم تكليف مدرب فريق الجهراء الصربي بوريس بونياك بقيادة الفريق الذي دخل المنافسات من دون اعداد كاف، ولم يحظ سوى بخوض مباراة وحيدة أمام البحرين.
ومع هذه المقدمات، الا ان «الأزرق» حظي بدعم جماهيري غير مسبوق في تاريخ الكرة الكويتية، حيث حضرت في كلتا مباراتيه امام السعودية وعمان قرابة الـ 60 ألف متفرج، وبعد خروجه من المنافسة رسمياً بخسارته في المباراتين، لم يتوقف الاسناد الجماهيري فحضر اللقاء الأخير امام الامارات أكثر من 20 ألفاً.
لم يجابه الاعلام والشارع الكويتي خروج المنتخب من البطولة مبكراً بالانتقادات -كما جرت العادة- وذلك تقديراً للظروف التي واكبت استضافة الكويت للدورة ومشاركة «الأزرق» فيها، غير ان ثمة أخطاء فنية قد ارتكبها الجهاز الفني تستدعي الاشارة اليها ومن بينها عدم استقرار التشكيلة وتغييرها بين مباراة وأخرى، بالاضافة الى خلل في واضح في توزيع اللاعبين على المراكز.
وفي المقابل، فقد قدمت مشاركة المنتخب في الدورة أسماء يمكن ان تخدم الكرة الكويتية في الفترة المقبلة مثل لاعبي الوسط سلطان العنزي واحمد الظفيري، فيما لم ينل لاعبون آخرون فرصتهم كاملة.
المجموعة الثانية:
العراق
أفضل منتخبات البطولة فنياً ومن حيث النتائج، حصد 7 نقاط من 3 مباريات، وسجل 6 أهداف مقابل هدفين ولجا شباكه.
وفّق مدربه باسم قاسم الذي تعاقد معه الاتحاد العراقي الصيف الماضي في الاستفادة من العناصر التي تضمها قائمة البدلاء والذين تمكنوا من تحقيق الفارق في المباريات الثلاث التي خاضها الفريق في الدور الأول، فنجح مهند كرار في اقتناص هدف التعادل القاتل مع البحرين (1-1)، قبل ان يظهر علي حصني في المباراة التالية مع قطر ويسجل هدف الفوز (2-1) فور نزوله كبديل في الشوط الثاني، وتواصلت استفادة قاسم من دكة البدلاء في اللقاء الثالث مع اليمن بعد ان احرز البديلان حصني ومهدي كامل اثنين من الأهداف الثلاثة التي خرج بها «أسود الرافدين» بها من اللقاء.
ولم يبد المنتخب العراقي تأثراً بغياب 4 عناصر مهمة في مقدمتها ظهير اودينيزي الايطالي علي عدنان، فبرزت عناصر أخرى من بينها حسين علي الساعدي (21 عاماًَ) المرشح لجائزة أفضل لاعب في البطولة.
البحرين
من أكثر منتخبات البطولة واقعية، فبقيادة المدرب التشيكي ميروسلاف سكوب تمكن «الأحمر» من بلوغ الدور نصف النهائي من بوابة المركز الثاني متفوقاً على المنتخب القطري المرشح، بعد ان قدم أداء متوازناً ومنظماً خاصة في الناحية الدفاعية.
وبعد ان فرط بفوز ثمين على العراق في الجولة الافتتاحية برز من خلاله كفريق يتمتع بالحيوية والسرعة خاصة في تنفيذ الهجمات المرتدة التي يركز عليها المدرب، فاجأ المنتخب البحريني المراقبين بأداء باهت في الجولة الثانية، حقق من خلاله فوزاً صعباً على المنتخب اليمني متذيل المجموعة بهدف من ركلة جزاء أثارت الكثير من اللغط حول صحّتها.
وفي اللقاء الثالث أمام «العنابي»، عاد المنتخب البحريني ليقدم أداء دفاعياً منظماً خوله الصمود امام الضغط القطري والدفاع باستماتة عن نتيجة التعادل (1-1) التي كانت كافية لنقله الى الدور الثاني.
قطر
بعد بداية قوية مكّنت الفريق من التغلب على المنتخب اليمني برباعية نظيفة جاء 3 منها قبل مرور 18 دقيقة على انطلاقة اللقاء، بدأ مؤشر «العنابي» في التراجع في الجولتين التاليتين، ففرّط في تقدمه على المنتخب العراقي بهدف، ليخسر المواجهة (1-2)، قبل ان يعود في الجولة الحاسمة ويفرّط مجدداً بتقدمه على البحرين ويرضخ في النهاية الى التعادل الذي لم يكن كافياً لبلوغه الدور نصف النهائي وليخسر لقبه الذي كان حققه في النسخة الماضية في الرياض 2014.
ويؤخذ على مدرب «العنابي» الاسباني فيليكس سانشيز تأخره في اجراء التبديلات خاصة في اللقاء الأخير، كما انه انتهج اسلوباً عقيماً في نفس المباراة تمثل في الكرات الطولية والتي حيدت من قدرات لاعبيه على المناورة واختراق الدفاع البحريني.
اليمن
«كثّر الله خيرهم»، هذه الجملة يستحقها المنتخب اليمني الذي شارك في البطولة رغم الظروف القاسية التي تمر بها بلاده، حيث اضطر الى قطع أكثر من 2500 كيلومتر براً للخروج الى سلطنة عمان وخوض لقاء ودي وحيد مع منتخبها قبل الحضور الى الكويت.
ومع ذلك فقد قدم اليمنيون عروضاً مشرفة وفق الامكانات المتاحة للمدرب الاثيوبي ابراهام ميبراتو الذي اعتمد على لاعبين لم يخض أغلبهم مباريات منذ فترة طويلة.
وبعد ان صعق الفريق بالأهداف القطرية المبكرة في اللقاء الافتتاحي والتي نتج عنها خسارته صفر-4، قدم افضل مبارياته في البطولة أمام البحرين وكان يستحق الخروج بنقطة التعادل على الأقل، قبل ان يصمد قرابة الساعة امام العراق في اللقاء الأخير، حتى تلقت شباكه 3 أهداف.
غياب كويتي و سعودي
للمرة الاولى، يخلو الدور نصف النهائي من أي من منتخبي الكويت والسعودية.
ومنذ استحداث نظام المجموعتين في «خليجي 17» في الدوحة 2004، تواجد «الأزرق» او «الأخضر» أو كلاهما معاً في هذا الدور، فحقق الاول اللقب مرة واحدة، فيما لم يكتب للثاني الظفر به خلال محاولاته المتعددة في هذا النظام.
وظهر منتخب الكويت في هذا الدور في 4 مناسبات من اصل 7 أقيمت فيها البطولة بنظام المجموعتين، وهو نفس العدد الذي سجله المنتخب السعودي.
ويعتبر منتخبا الامارات وعمان الأكثر بلوغاً لهذا الدور حيث سيسجلان ظهورهما الخامس يوم الثلاثاء المقبل، فيما سيكون الرابع لمنتخب البحرين متساوياً مع المنتخب القطري، والثالث بالنسبة للعراق.
ويبقى المنتخب اليمني الوحيد الذي لم يتأهل الى هذا الدور في النسخ السبع، كما أنه الوحيد الذي لم يحقق الفوز في جميع مبارياته.
للمرة الثانية… البطل يودعها من الدور الأول
للمرة الثانية على التوالي، يفقد المنتخب القطري لقبه بطلاً للدورة من خلال توديعه منافسات النسخة التالية من الدور الأول.
وحقق «العنابي» اللقب 3 مرات، واحدة بنظام الدوري في النسخة التي استضافتها بلاده في العام 1992، واثنتان بنظام المجموعتين في 2004 في الدوحة أيضاً و2014 في الرياض.
وتكرر الامر مع «العنابي» في «خليجي 18» في الامارات عندما خرج من دور المجموعات بحلوله رابعاً في المجموعة خلف السعودية والبحرين والعراق، وفي النسخة الحالية، بعد ان جاء في المركز الثالث خلف العراق والبحرين وامام اليمن.
تحديد موعد نصف النهائي
حددت اللجنة المنظمة لبطولة «خليجي 23»، موعد مباراتي الدور نصف النهائي المقررتين الثلاثاء المقبل، حيث تقام المباراة الأولى بين منتخبي عُمان والبحرين في الساعة 5:15 مساء على استاد جابر، فيما تبدأ المباراة الثانية بين منتخبي العراق والإمارات في الساعة 8:30 على الاستاد نفسه.
أرقام
● سجلت في منافسات الدور الاول 22 هدفاً بمعدل 1.83 هدف في المباراة الواحدة.
● لم يتجاوز عدد هداف في مباريات المجموعة الأولى الرقم 7 وبمعدل تسجيل 1.16 هدف في المباراة الواحدة، في المقابل، كان معدل التسجيل أكبر في المجموعة الثانية، فتم تسجيل 15 هدفاً بمعدل 2.5 هدف في المباراة الواحدة.
● تساوى منتخبا العراق وقطر (المجموعة الثانية) في صدارة عدد الأهداف المسجلة بـ 6 أهداف لكل منهما.
● المنتخب اليمني الوحيد الذي لم يسجل أي هدف في مبارياته الثلاث في البطولة، فيما استقبلت شباكه العدد الأكبر بـ 8 أهداف.
● يعتبر الدفاع الاماراتي الأقوى في البطولة حتى نهاية الدور الأول، لم تستقبل شباكه التي حرسها خالد عيسى أي هدف.
● لم تفرز منافسات الدور الأول هدافاً مطلقاً، وتساوى 4 لاعبين في صدارة الترتيب هم العراقيان علي فائز وعلي حصني، والقطري المعز علي والبحريني راشد جمال برصيد هدفين لكل منهم.