السيسي ومحمد بن سلمان يتمسكان بشروط المصالحة مع قطر
غادر القاهرة، صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع السعودي امس بعد زيارة لمصر استغرقت يومين.
وقد التقى صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان في وقت سابق من امس الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي في قصر الاتحادية بالقاهرة.
وجرى التأكيد بين مصر والسعودية بحسب «العربية نت» على مواجهة التدخلات الإيرانية، وبتمسك السيسي وصاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بشروط المصالحة مع قطر من دون أي تنازل.
وقال صاحب السمو الملكي الامير محمد بن سلمان عقب المباحثات بحسب «العربية نت»: مباحثاتي في القاهرة أكدت العلاقات المتميزة بين البلدين، مؤكدا ان المملكة ومصر تعملان على تعزيز الأمن والاستقرار في المنطقة، مشددا على رغبة مشتركة في تعزيز التعاون بين مصر والسعودية في مختلف المجالات.
من جانبه، أكد الرئيس عبدالفتاح السيسي خلال اللقاء عمق ومتانة التحالف الاستراتيجي الراسخ بين مصر والسعودية، مشددا على أن أمن واستقرار المملكة العربية السعودية جزء لا يتجزأ من الأمن القومي المصري، وبعث برسالة إلى خادم الحرمين الملك سلمان بن عبدالعزيز تجدد التزام مصر بأمن الخليج.
وشدد الرئيس عبدالفتاح السيسي امس على التزام مصر بموقفها الثابت تجاه أمن الخليج ورفض أي ممارسات تسعى إلى زعزعة استقراره.
وصرح المتحدث الرسمي باسم رئاسة الجمهورية المصرية السفير بسام راضي بأن الرئيس السيسي رحب بالأمير في بلده الثاني، وطلب نقل تحياته للعاهل السعودي الملك سلمان بن عبدالعزيز، مشيدا بالتقدير والمودة التي تكنها مصر (قيادة وشعبا) للمملكة العربية السعودية في ضوء العلاقات والروابط التاريخية التي تجمع بين البلدين الشقيقين، مؤكدا عمق ومتانة التحالف الاستراتيجي الراسخ بين مصر والسعودية، وأن أمن واستقرار المملكة جزء لا يتجزأ من الأمن القومي المصري.
وعلى صعيد العلاقات الثنائية، أشار الرئيس إلى حرص مصر على تعزيز التعاون الثنائي مع السعودية في مختلف المجالات، وتكثيف وتيرة انعقاد اللقاءات الثنائية بين كبار المسؤولين من البلدين بصورة دورية للتنسيق الحثيث والمتبادل تجاه التطورات المتلاحقة التي تشهدها حاليا منطقة الشرق الأوسط وتعزيز وحدة الصف والعمل العربي والإسلامي المشترك في مواجهة مختلف التحديات الإقليمية.
وأوضح المتحدث الرسمي أن اللقاء شهد التباحث حول أطر وآفاق التعاون المشترك بين مصر والسعودية، حيث تم الإعراب عن الارتياح لمستوى التعاون والتنسيق القائم بين الدولتين، مع تأكيد أهمية دعمه وتعزيزه لصالح البلدين والشعبين الشقيقين، خاصة في المجالات الاقتصادية والاستثمارية، بالاستغلال الأمثل لجميع الفرص المتاحة لتعزيز التكامل بينهما، فضلا عن البناء على ما سبق وأن تحقق من نتائج إيجابية خلال الزيارات المتبادلة الأخيرة بين مسؤولي الدولتين.
وفيما يتعلق بقضايا المنطقة، تناولت المباحثات عددا من أبرز الملفات المطروحة على الساحة الإقليمية، حيث عكست المناقشات تفاهما متبادلا بين الجانبين إزاء سبل التعامل مع تلك الملفات، وتم الاتفاق على الاستمرار في بذل الجهود المشتركة سعيا للتوصل إلى تسويات سياسية للأزمات القائمة بعدد من دول المنطقة بما يحفظ سيادتها وسلامتها الإقليمية ويصون مقدراتها ويحقق طموحات شعوبها، لاسيما من خلال العمل على بلورة رؤية شاملة لتطوير منظومة العمل العربي المشترك، بما يكفل تعزيز القدرات العربية على مواجهة التحديات التي تواجه المنطقة والتهديدات المتزايدة للأمن الإقليمي.
كما تم الاتفاق – في هذا السياق – على تعظيم التعاون والتنسيق المصري السعودي، كدعامة أساسية لحماية الأمن القومي العربي، ومواجهة التدخلات الخارجية في الشؤون السيادية لدول المنطقة ومحاولات بث الفرقة بينها، والتي أفضت مؤخرا إلى تأجيج التوترات والنزاعات والنشاطات الإرهابية والمتطرفة بها.
وأضاف السفير بسام راضي أن الرئيس قام باصطحاب ولي العهد السعودي إلى مطار القاهرة لتوديعه عقب اختتام الزيارة. وقد أعرب ولي العهد عن خالص تقديره لحفاوة الاستقبال والمشاعر الصادقة التي لاقاها خلال الزيارة، مؤكدا ما يعكسه ذلك من عمق ومتانة العلاقات الممتدة التي تربط بين البلدين حكومة وشعبا، ومتمنيا لمصر وشعبها دوام الازدهار والتقدم.
هذا ووصل صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع السعودي مساء امس إلى تونس من المحطة الرابعة خلال جولته الخارجية.