الكويت خارج المنافسة السياحية خليجياً وإقليمياً
أصدرت شركة ليدرز غـــروب للاستــشارات والتطوير، الممثلة لمنظمة السياحة العالمية في الكويت، تقريرها الشهري الذي يتناول قطاع السياحة في الكويت، ويلقي الضوء على أبرز التطورات في صناعة السياحة.
وأشارت المدير العام للشركة نبيلة العنجري إلى تفاوت مستجدات المشاريع السياحية والترفيهية والخدمات المتصلة بها بين دول مجلس التعاون لدول الخليجي العربية خلال الفترة الأخيرة، وقد ظهر هذا التفاوت جليا في البيانات والاخبار الرسمية لعدد من الدول الشقيقة على خلفية التوترات بينها.
وفي الوقت نفسه، ظهرت تحليلات وتقديرات تدعو للقلق وتتحدث عن تضارب وتشابه مشاريع وسياسات (اقتصادية وتنموية) في هذه الدول على اعتبار أن ذلك سينعكس سلبا على أداء الأنشطة والاستثمارات والمشروعات الكبرى في المنطقة ككل.
ولأن الكويت معنية مباشرة بمثل هذه التكهنات من موقع الحذر الاستباقي، تناول قسم الدراسات في شركة «ليدرز غروب للاستشارات والتطوير» في تقريره هذا الشهر أهم الخصائص التي يمكن أن تتميز بها السياحة وصناعة الضيافة في الكويت وما إذا كانت بمنأى عن الانعكاسات السلبية الناتجة عن أي تشابه أو تضارب أو ازدواجية في المشروعات والخطط الاقتصادية – والسياحية الخليجية. وعلى العكس، يؤكد التقرير أن الكويت مازالت متأخرة بأشواط عن شقيقاتها ولاسيما في الاهتمام بالسياحة، مما يحتم البحث سريعا في تعويض هذا القصور.
ويخلص التقرير إلى أن ذلك يحتاج بالدرجة الأولى إلى اجراءات وسياسات تخطيطية وتنفيذية بسيطة وغير معقدة، أي إلى قرار سياسي وحكومي خاصة أن المشاريع والقرارات السياحية أو ذات الطابع السياحي قد تأخر تنفيذها أكثر من 10 سنوات، وغالبا لأسباب غير مفهومة، أو غير مبررة وشفافة، في وقت كان يمكن أن تكون سباقة لمشاريع خليجية مشابهة.
وتعتبر الكويت بين الدول الأقل تكلفة وانفاقا حتى الآن على المشاريع والخطط السياحية، وهي مازالت -للأسف- تعتبر خارج دائرة المنافسة خليجيا واقليميا.
ومن المؤسف أن «مقياس المسافة للحد الأعلى للأداء» للمؤشرات الاقتصادية عامة والصادر مؤخرا يتلاقى مع هذه النتيجة حيث تأتي الكويت في أدنى هذا المقياس وتقف عند علامة 60 نقطة (أقل أو أكثر قليلا تبعا للمؤشر) بينما ترتفع تدريجيا علامات جميع الدول الخليجية الأخرى ليقترب المقياس في حالة دولة الامارات العربية المتحدة من الثمانين نقطة.
فئات ومزايا خاصة
بهـــدف المقـــارنــــة المتخصصة مع باقي الدول الخليجية، قسمت دراسة «ليدرز غروب» الجديدة عن الكويت المشروعات والخطوات السياحية أو المتصلة بالسياحة، سواء للمشروعات الموجودة أساسا أو الجاري تنفيذها أو المزمع انشاؤها، إلى ثلاث فئات:
1-مشروعات لم يتم انجازها بعد رغم التخطيط لها منذ أكثر من 15 عاما، مثل تطوير منتزهات جزيرة فيلكا وتطوير جزيرة بوبيان، ومشاريع وقرارات تنفيذ الخطة الوطنية الاستراتيجية للسياحة.
2-مشاريع لم تخض الكويت غمارها بعد رغم الفرص الكبيرة التي تتيحها، مثل السياحة والرياضات البحرية الاقليمية أو سياحة الترانزيت.
3-فئة مشروعات موجود جزء من نوعيتها ويفترض انجاز عدد آخر منها، وهذه الفئة يمكن أن تشكل مجتمعة مزايا فريدة للكويت إن توافر لها التسويق السياحي الكافي والتنسيق اللازم.
وحتى بالنسبة للقطاع الفندقي في الكويت، الذي يعتبر الصرح الأبرز في البلاد حتى الآن في مجال صناعة الضيافة، فهو يحتاج لنوع من المساندة الوطنية عبر هذه الاستراتيجيات والخطط.
إن نسبة اشغال القطاع الفندقي بدورها تعتبر الأقل خليجيا رغم أن الزيادة في سعة هذا القطاع ليست كبيرة جدا مقارنة مع الارتفاع الذي تسجله سنويا القطاعات الفندقية في معظم دول الخليج والمنطقة.