في أجواء موسيقية ممتعة حل المايسترو د.راشد النويشير والفنان فهد السالم ضيفين على برنامج «رد كاربت» عبر أثير محطة OFM، الذي يقدمه كل من محمد النجم وشيمان في أولى تجاربها الإذاعية، وإعداد نايف النعمة وآلاء الوزان، وفي التنفيذ فاطمة القلاف وهاني أبل وناصر الجناع، ويقوم بإخراجه علي البلوشي.
وخلال ساعة على الهواء مباشرة دار الحديث حول العديد من الموضوعات الفنية، بدأت بالتعريف عن آلة التشيلو التي يقوم النويشير بالعزف عليها في الأساس، ليتطرق الحديث بعدها نحو أول ألبوماته الموسيقية الذي طرحه منذ فترة وجيزة عبر تطبيق «ساوند كلاود» الأمر الذي جعل له شهرة عربية وليس محلية فقط، حيث أكد النويشير أن الهدف من إطلاق هذا الألبوم الذي استخدم فيه عدد كبير من الآلات الوترية، هو تشجيع زملائه من الموسيقيين على العمل والإقدام على مثل هذه الخطوة للتعريف بهم وبقدرتهم على المنافسة العالمية وليس العربية أو المحلية فقط، وقال: أتمنى أن أكون حققت هذا الهدف.
وبسؤال الفنان فهد السالم عن حصول الموسيقيين على حقوقهم في الكويت، اجاب: الموسيقى لها مكانة خاصة في القلوب عند الجميع، لذا يوجد في الكويت الكثير من الفنانين أو الموسيقيين الذين تمكنوا من أخذ حقوقهم وتم تقديرهم في الحفلات التي شاركوا فيها، فنحن من الرواد في هذا الجانب في أنحاء الخليج العربي.
من جهته قال النويشير: «كل ما ينقصنا في الكويت هو الدعم المادي للفعاليات الموسيقية التي نسعى للمشاركة فيها أو تقديمها، وللأمانة فان المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب يقوم بدوره في العون المعنوي على أكمل وجه، فيحرصون على تواجدنا في فعالياتهم الموسيقية باستمرار».
وأوضح أن الداعم الأول له والسبب في اتجاهه لقيادة الفرق الموسيقية، والتحول من مجرد عازف لمايسترو يعود للموسيقي المعروف عماد عاشور، الذي أكد له ضرورة الخروج من كيان آلة التشيلو وعدم التقوقع داخلها للأبد، والاتجاه نحو مسؤولية أكبر وهي قيادة فرقة موسيقية، خاصة أن العدد في الكويت محدود، وليس هناك الكثير ممن يمتلكون القدرة على هذا، فكان هذا أكبر حافز ومصدر للتشجيع، وقال: تعلمت على يد عاشور الكثير في هذا الجانب، بالإضافة لحلمي الذي بنيته في منزلي، وهو الاستديو الذي أعمل فيه والذي بدأ في القاهرة لتطبيق ما تعلمته على الألحان الكويتية ولكن بطريقة عصرية وجميلة، وأتمنى أن انتقل بالفكرة للكويت قريبا.
وعن التعاون الذي يجمعه مع السالم، قال النويشير: «فهد السالم فنان ذو حس عال فيما يقدمه من أغنيات للجمهور، ولديه من الذكاء الفني الكثير، الأمر الذي يجعله على دراية بالأغنيات الأصلح التي نقدمها للجمهور في الحفلات، وهذا التعاون والتشاور في العمل والأخوة نتج عنه أعمال وحفلات ناجحة، فأغلب أغنياته الخاصة تمثل صورة فنية رئعة».
وحول الجدل الذي أثير عن اسم مقطوعة «العيون السود» أكد النويشير أنها كانت تحمل اسما مختلفا في البداية هو «أم العيون السود»، وتم تغيره حتى لا تتحدد المعزوفة وتخصص للسيدات أو الفتيات فقط ولكن تكون جامعة للكل، وتابع: «يمكن استخدامها واهداؤها لأي من الطرفين، لكن اللغط جاء من أن الاسم يتشابه مع أغنية الفنانة الكبيرة وردة التي قام بتلحينها الموسيقار الرائع بليغ حمدي، لكن ما قدمته في هذه المعزوفة بعيد كل البعد عن مضمون الأغنية».
وعن مقومات المايسترو قال: «هناك بعض المتطلبات في قائد الفرقة الموسيقية اختلفت عما كانت عليه في السابق، فنحن اليوم في زمن التكنولوجيا وتقنيات البلوتوث، التي أضحت شيئا أساسيا في التعامل في الموسيقى ومن خلالها يمكن الاتصال وتسجيل الموسيقى في كل أنحاء العالم، ويجب العام أن هناك فرقا بين مايسترو الأغاني والأوركسترا، وذاك الأخير يجب أن تتوافر لديه مقومات مثل القدرة على كتابة النوتة والسرعات العالية في الإشاره والتحكم في الفرقة، والقدرة الفائقة على التركيز في كل الأصوات الموجودة من حوله، ويكون لديه دراية بهندسة الصوت حتى يتمكن من التقاط الصوت الخاطئ ليحافظ على التناغم في الفرقة، فهو من ينظم الإعصار في المحيط، هذا هو التشبيه الأقرب لمهمة المايسترو ومقوماته».
وفي نهاية الحلقة أكد د.راشد النويشير على أهمية الدعم المادي من قبل الدولة للفنون والفرق للحفاظ على المستوى المتميز المعروف عن الكويت كرائدة في عالم الموسيقى بما قدمته من سنوات بعيدة من ألوان ومقامات لحنية ينهل منها الجميع حتى يومنا هذا، إلى جانب الدعم المعنوي الذي لم يقصر في تقديمه أي من الجهات الإعلامية.