باربرا بوش.. رحيل سيدة البيت الأبيض التي أطلعها الرئيس على ساعة الصفر لتحرير الكويت

باربرا بوش.. رحيل سيدة البيت الأبيض التي أطلعها الرئيس على ساعة الصفر لتحرير الكويت

غيّب الموت زوجة الرئيس الأميركي السابق جورج بوش عن 92 عاما بعد تدهور حالتها الصحية وعجز الأطباء عن تقديم علاج لها إثر معاناتها من انسداد رئوي مزمن، وفشل القلب الاحتقاني.

وظلت باربرا بوش السيدة الأميركية الأولى من عام 1989 إلى بداية 1993 والسيدة الثانية للولايات المتحدة في الفترة من 1981-1989 حين كان زوجها نائبا للرئيس رونالد ريغان.

أما زوجها فكان الرئيس الحادي والأربعين للولايات المتحدة ويبلغ من العمر حاليا 93 عاما. وكان ابنها الرئيس الاميركي الثالث والأربعين وعمره حاليا 71 عاما، كما شغل ابنها جيب منصب حاكم ولاية فلوريدا ولم ينجح في محاولته للوصول لمقعد الرئاسة في 2015 وأوائل 2016.

في الكويت

زارت الكويت برفقة زوجها في 1993 و2001 ولقيت ترحيبا وحفاوة كبيرين وأجرت العديد من اللقاءات بالشخصيات النسائية الفاعلة، ورأت في الكويت واحة للديموقراطية.

وذكرت بوش في أحد أحاديثها ان الرئيس السابق جورج بوش أطلعها على ساعة الصفر لتحرير الكويت قائلة ان زوجها قد ابلغها بموعد الهجوم الجوي على قوات المقبور صدام حسين قبل ان تبدأ بالفعل عملية تحرير الكويت، وأضافت أن الرئيس بوش قد حدد لها الساعة بالضبط.

وقالت باربرا بوش في مذكراتها ان الرئيس بوش قد كشف لها عن اعتقاده بأن معاوني المقبور صدام حسين كانوا يقللون الى الحد الأدنى من قدرات الولايات المتحدة ونياتها في تقاريرهم له خوفا من ان صدام سوف يقتلهم اذا اخبروه بالأخبار السيئة، وأضافت ان الرئيس بوش كان يريد ان تصل رسائله مباشرة الى المقبور صدام، وبدون ان تمر عبر أي «فلتر».

واعترفت باربرا بوش باختلافها مع زوجها في عدة قضايا لاسيما الاجهاض الذي تعارضه، ومنع الأسلحة الفردية.

وقامت بوش خلال زيارتها للكويت بزيارة بيت القرين والاستماع لقصص شهداء الكويت الأبرار الذين حاربوا أزلام الطاغية المقبور، كما زارت ساحة العلم للمشاركة في احتفالات الكويت بالأعياد الوطنية، والتقت بعدد من مصابي حرب تحرير الكويت، كما التقت بالعديد من الشخصيات النسائية الكويتية، وزارت جامعة الكويت، ومجلس الأمة، ودار الآثار الإسلامية لتعرب في نهاية الزيارات عن تقديرها ومحبتها للشعب الكويتي الذي لقيت منه كل ترحيب ومحبة.

سيدة البيت الأبيض

ولدت في نيويورك في 8 يونيو 1925، والداها مارفين وباولين روبنسون بيرس، التحقت بكلية سميث عام 1943 – 1944 وتزوجت جورج بوش في 6 يناير 1946، وأنجبت 4 أبناء وابنة وتوفيت لها ابنة خلال طفولتها، وهي الآن جدة.

ولدى دخولها البيت الأبيض قالت: املي ان اكون في المقام الأول الزوجة والأم التي كنتها دوما.

وبعد خروجها من البيت الابيض قالت: لا أحن إليه، الأحمق وحده من يتمنى ما لا يناله وأنا لست حمقاء.

انطباعات بوش

ويعتبر كتاب سيدة البيت الأبيض السابقة باربرا بوش «انطباعات» الذي صدر في 2003 استكمالا لمذكراتها التي شرعت في كتابتها مع خسارة زوجها في انتخابات 1992 الرئاسية، وتوجتها بانتصار ابنها جورج بوش في انتخابات عام 2000، وتعيينه الرئيس الثالث والأربعين للولايات المتحدة.

والمذكرات فتحت للقارئ نافذة اطل من خلالها على عالم واحدة من اشهر العائلات السياسية في التاريخ الحديث.

لم تدّع بوش في الكتاب أنها حيادية في التحدث عن المقربين منها، فكانت تصف زوجها بأنه رجل طيب ولطيف وكريم، وتستخدم العبارات نفسها في وصف ابنائها وأحفادها وأصدقائها المخلصين، والقارئ للمذكرات لن يجد فيها أي اثر لأي خلاف عائلي من اي نوع كان. اذ كانت تعطي الانطباع بأن السيدة بوش استمتعت بكل دقيقة عاشتها تحت الاضواء، بل وبكل ما أنعمت عليها الحياة من نعم.

من اللحظات المؤثرة في الكتاب تلك التي وصفت فيها السيدة بوش آخر زيارة قامت بها مع زوجها للرئيس الاسبق رونالد ريغان، عقب اصابته بمرض الزهايمر، وقالت فيها: بدا الرئيس ريغان رائع المظهر، ولكن من الواضح انه لم يعرفنا على الاطلاق.

ومع ان لهجة الكتاب جاءت في معظمها طيبة، فإن السيدة باربرا بوش لم تبخل بالنقد اللاذع ازاء الصحافة وعدد من منافسي زوجها السابقين، ومع انها لم تتطرق الى ذكر الرئيس الاسبق كلينتون الذي هزم زوجها في الانتخابات الرئاسية، فإنها اعربت عن اعتقادها بأن آل غور خسر الانتخابات بسبب كلينتون.