قدم عضو مجلس النواب الديموقراطي ستيف كوهين من ولاية تينيسي طلبا للمجلس ببدء مناقشة قواعد عملية إقالة الرئيس دونالد ترامب بدعوى انه يدافع عن العنصريين ويقسم المجتمع وانه «اخفق في اظهار اي قدرة اخلاقية على قيادة البلاد». وقال كوهين عند اعلانه عن خطوته التي كانت متوقعة منذ بدء دراما تشارلوتسفيل «بدلا من ان يدين الرئيس بلا اي تحفظات اعمال الكراهية التي ارتكبها النازيون الجدد وجماعة كوكلوكس كلان، فإن الرئيس قال انه كان هناك ناس طيبون على الجانبين. ليس هناك شيء اسمه نازي طيب. وليس هناك شيء اسمه عضو في كو كلوكس كلان طيب».
وفيما كان الديموقراطيون يتحدثون عن عملية الاقالة منذ يونيو الماضي بسبب ما كشفه مدير مكتب التحقيقات الفيدرالي السابق جيمس كومي آنذاك، فإن سيناتور جمهوري من قيادات الحزب في مجلس الشيوخ يبدو الآن مستعدا للانضمام الى مؤيدي الاقالة.
فقد قال السيناتور بوب كوركر رئيس لجنة الشؤون الخارجية في مجلس الشيوخ ان تعامل الرئيس ترامب مع ازمة الاحتجاجات في تشارلوتسفيل «لم تظهر تحلي الرئيس بأي فهم لطبيعة هذه الامة»، وقال كوركر انه يعتقد ان هناك ضرورة لحدوث ما وصفه بالتغييرات الراديكالية في البيت الابيض، واضاف «لم يكن الرئيس قادرا على اظهار الاتزان والقدرات التي يحتاجها ليكون رئيسا ناجحا».
وكان كل من السيناتور ليدسي غراهام والسيناتور جيف فليك قد ادانا ترامب بعبارات مشابهة قبل ذلك بيوم واحد. ومن المنتظر ان تتسع دائرة المطالبين بأحداث «تغييرات راديكالية في البيت الابيض» من الجمهوريين خلال الايام المقبلة.
الى ذلك، بدا ترامب اول من امس وكأنه يؤيد فكرة الإعدامات الجماعية للمتطرفين الإسلاميين، عندما ألمح إلى قصة تاريخية مشكوك بها حول إعدامات سريعة أمر بها جنرال أميركي في الفلبين بداية العام 1900.
ووردت الإشارة إلى الواقعة، في تغريدة استفزازية، من رئيس تزداد عزلته يوما بعد يوم، ويستخدم «تويتر» للتصويب على معارضيه، وحتى للإعلان عن تغييرات كبرى في السياسات. وأشارت تغريدة اول من امس أيضا إلى أن ترامب يؤمن حقيقة بقصة يعتقد العديد من المؤرخين أنها ملفقة.
وكان ترامب قد نشر في البداية تغريدة يعرض فيها المساعدة على إسبانيا، بعد الاعتداء بالدهس، وبعد نحو ساعة نشر تغريدة ثانية يقول فيها «ادرسوا ما فعله الجنرال الأميركي بيرشينغ بالإرهابيين بعد القبض عليهم. اختفى بعدها إرهاب الإسلام المتطرف لمدة 35 عاما». ويشير بذلك ترامب إلى الجنرال جون بلاك جاك بيرشينغ، الذي كان الحاكم الأميركي لمنطقة مورو ذات الأغلبية المسلمة من 1909 إلى 1913.
وفي ذلك الوقت، كانت الفلبين مستعمرة أميركية، وقوات الجنرال بيرشينغ تقاتل التمرد الإسلامي هناك.
والواقعة التاريخية المشكوك بها التي أشار إليها ترامب هي التالية: قوات بيرشينغ تجمع 50 متمردا إسلاميا ثم تعدم 49 منهم برصاص مغمس بدم الخنزير الذي يعتبره المسلمون نجسا. وتستمر قصة بيرشينغ، بالإشارة إلى أنه تم إطلاق السجين رقم خمسين، من أجل أن يخبر رفاقه المقاتلين بما يفعله الأميركيون.
وبالاستناد إلى موقع التحقق من الوقائع «بوليتيفاكت»، فإن المؤرخ العسكري الراحل فرانك فاندايفر قال في العام 2003 مشيرا إلى بيرشينغ «لم أجد أي مؤشر إلى أنها كانت واقعة حقيقية، وبعد بحث موسع لتجربته في مورو، هذا النوع من الأشياء قد يكون معاكسا لشخصيته تماما». ونقلت «بوليتيفاكت» نفي أربعة مؤرخين للواقعة.
في سياق متصل، ذكر مسؤول في البيت الابيض اول من امس أن الرئيس الاميركي لن ينشئ مجلسا استشاريا لشؤون البنية التحتية، وذلك على عكس ما كان وعد به سابقا.
وكان ترامب اعرب في وقت سابق عن نيته انشاء مجلس من اجل معاونته في سياسته لتحديث البنية التحتية في البلاد واصدر مرسوما بهذا الشأن في التاسع عشر من يوليو.
وكان مقررا ان يكون هذا المجلس مؤلفا من 15 عضوا يسميهم الرئيس، لكن البيت الابيض لم يعط سببا لقرار ترامب التراجع عن انشاء هذا المجلس.
وكان ترامب اعلن الاربعاء الغاء مجلسين استشاريين للأعمال عقب استقالة العديد من المديرين التنفيذيين للمجلسين احتجاجا على تصريحاته حول تجمع لدعاة تفوق العرق الابيض في فيرجينيا.
وقال ترامب على تويتر «بدلا من أن أمارس الضغط على رجال الاعمال في مجلس شؤون التصنيع ومجلس الاستراتيجية والسياسة، فإنني سأنهيهما. اشكركم جميعا!».
واستقال رؤساء شركات «ميرك» للصيدلة و«اندر آرمور» و«انتل» وغيرهم من المجلسين عقب تصريحات ترامب بشأن أعمال العنف التي وقعت السبت في مدينة شارلوتسفيل بولاية فيرجينيا.
وقام شاب من المنادين بتفوق العرق الابيض بدهس مجموعة من المشاركين في تظاهرة في فرجينيا ما أدى مقتل امرأة وايقاع العديد من الإصابات.