ترامب يرفض التصديق على «الالتزام النووي».. وروحاني: لا مفاوضات جديدة
وجّه الرئيس الاميركي دونالد ترامب ضربة قوية، لكنها ليست قاضية، للاتفاق النووي، معلنا رفضه التصديق على التزام ايران به، معتبرا انه «احد اسوأ» الاتفاقات في تاريخ الولايات المتحدة، مؤكدا ان طهران لا تحترم روحيته.
وبعد تسعة اشهر من المداولات والنقاش مع فريقه الامني، كشف الرئيس الاميركي عن استراتيجية المشددة تجاه طهران.
وبعدم اقراره بالتزام طهران، فان ترامب يرمي الكرة في ملعب الكونغرس ويضعه في خط المواجهة لمعالجة «العديد من نقاط الضعف العميق في الاتفاق».
لكنه استدرك: «اذا لم نتمكن من ايجاد حل من خلال العمل مع الكونغرس وحلفائنا فان الاتفاق سينتهي، انه يخضع للتدقيق الدائم ويمكنني كرئيس إلغاء مشاركتنا في أي وقت».
وعدد ترامب في خطابه مآخذه على الاتفاق «الاسوأ» الذي توقعه أميركا وقال: «حصلنا على عمليات تفتيش محدودة مقابل ارجاء قصير المدى ومؤقت لتقدم ايران نحو (امتلاك) السلاح النووي»، متسائلا: «ماذا يعني اتفاق يؤدي فقط الى تأخير القدرة النووية لمرحلة قصيرة؟ ان هذا الامر مرفوض بالنسبة الى رئيس الولايات المتحدة».
وقال ان الأموال تدفقت على ايران مقدما ومنذ توقيع الاتفاق وليس بعد التأكد من التزامها به. وتعهد بأن إيران لن تتمكن من تهديد العالم أبدا بالسلاح النووي.
وأضاف ترامب في كلمة ألقاها بالبيت الأبيض كشف فيها عن استراتيجيته الجديدة المشددة تجاه طهران، إنه سيفرض عقوبات إضافية على الحرس الثوري الإيراني لمواجهه حصوله على الأسلحة والصواريخ.
وقال ان الحرس الثوري «يستحوذ على جزء كبير من الاقتصاد الايراني، لتمويل الحرب والارهاب في الخارج»، لكنه لم يذهب لحد تصنيفه ضمن «المنظمات الإرهابية».
ولم يتأخر الرد الإيراني كثيرا، حيث اكد الرئيس حسن روحاني في كلمة متلفزة ان خطاب ترامب مليء بالسباب والاتهامات التي لا أساس لها ضد الأمة الإيرانية.
واضاف ان الاتفاق النووي الإيراني هو اتفاق دولي متعدد الأطراف وأقرته الأمم المتحدة وليس بمقدور ترامب وحده او دولة واحدة سحب الثقة من هذا الاتفاق.
وأكد روحاني رفضه إعادة التفاوض بشأن الاتفاق النووي، مشيرا إلى أن الوكالة الدولية للطاقة الذرية هي المرجع الوحيد في تحديد ما إذا كانت إيران ملتزمة بالاتفاق النووي أم غير ملتزمة.
وأكد ان طهران ستضاعف جهودها لصنع أسلحة للردع وتوسع برنامجها الصاروخي.
هذا وتفاوتت ردود الفعل الدولية على الخطاب، حيث رحب رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو بـ«القرار الجريء».
وقال: «اهنىء الرئيس ترامب على قراره الجريء بمواجهة النظام الارهابي الايراني»، بيد ان الموقف الأوروبي كان أكثر تحفظا، اذ اكدت وزيرة خارجية الاتحاد الاوروبي فيديريكا موغيريني انه لا سلطة للرئيس الاميركي بالغاء الاتفاق.
وقالت ان «رئيس الولايات المتحدة لديه سلطات عديدة، ولكن ليس هذه السلطة».
وفي بيان مشترك، حذر قادة فرنسا وألمانيا وبريطانيا واشنطن من اتخاذ قرارات قد تضر بالاتفاق.
وقال القادة الثلاثة إنهم يشاطرون الولايات المتحدة المخاوف بشأن برنامج إيران للصواريخ الباليستية والأنشطة المزعزعة للاستقرار في المنطقة وإنهم على استعداد للعمل مع واشنطن لتبديد هذه المخاوف.
وقبل ذلك، وصف ترامب إيران بالشيطان. وقال نحن في هذه الإدارة نعرف كيف نسمي الشر باسمه.
وعدد ترامب الأنظمة التي يعتبرها عدوة وهي: كوريا الشمالية وإيران وكوبا وفنزويلا، مؤكدا انه لن يرفع العقوبات عن هذه الديكتاتوريات حتى تغير من سلوكها. في المقابل، صعدت إيران من تحديها ووصفت تصريحات ترامب بالتخرصات.
وقال نائب قائد قوات فيلق القدس التابع للحرس الثوري العميد إسماعيل قآني: «نحن لا نرحب بالحرب لكن في حال اعتداء أحدهم على البلاد فسنلقنه درسا يجعله يندم على التفكير مرة أخرى بالاعتداء».
وأفادت وكالة تسنيم الدولية للأنباء بأن قآني أشار في كلمة له، الى ان الأميركان أنفقوا المليارات في حربهم ضد أفغانستان والعراق وقتلوا الآلاف من الجنود، لكنهم تركوا العراق مذلولين.
وأضاف، خدعوا شعوبهم بحجة محاربة الإرهاب، بينما هدفهم الرئيسي كان إيران، بعدها بدأوا الحرب بالوكالة، وهم من يدير الإرهابيين في سورية.
وأشار الى تخرصات ترامب الأخيرة ضد الجمهورية الإسلامية الإيرانية وحرس الثورة الاسلامية، قائلا، كل كلمة يطلقونها الآن لن تكون في مصلحتهم لاحقا، إذ سيواجههم النظام الإسلامي بقوة مطلقة.
وأضاف: «انهم يثيرون الشفقة، على ترامب ان يدرك ان إيران أرسلت الكثير من المستكبرين أمثاله الى القبر، وهي تدرك جيدا كيفية مقارعة أميركا».