بالفيديو.. ترامب ينفذ وعده و«يمزّق» الاتفاق النووي
نفذ الرئيس الأميركي دونالد ترامب وعده خلال حملته الانتخابية بـ«تمزيق» الاتفاق النووي مع ايران، معلنا الانسحاب من الاتفاق ووقع على الفور قرار عودة العقوبات التي علقت بموجب الاتفاق، واعدا بأنها ستكون العقوبات الأقسى التي تفرض على طهران.
وبذلك تدخل المنطقة «الواقفة على شفير الحرب» مرحلة شديدة الحرج.
واستبق ترامب الموعد المحدد في 12 مايو، بأيام وقال في مؤتمر صحافي أمس إن هذا الاتفاق «كارثة» سمحت لإيران بالاستمرار في تخصيب اليورانيوم ومنحتها مليارات الدولارات.
وشدد على انه إذا سمح باستمرار اتفاق إيران فسينشب قريبا سباق تسلح نووي في الشرق الأوسط. مؤكدا أن لديه ادلة على ان ايران تكذب.
وقال ان الديكتاتورية الإيرانية استخدمت الأموال في توسيع نفوذها. وإنها وخلال السنوات التي مضت على الاتفاق زادت إنفاقها العسكري بنسبة 40%.
وقال ان النظام الإيراني هو الراعي الأساسي للإرهاب يصدر الصواريخ ويرعى الميليشيات الإرهابية مثل حزب الله.
واشار الى الاتهامات بتورط ايران في تفجير السفارات والمواقع الأميركية وانهم قتلوا وجرحوا العشرات من الجنود الأميركيين.
وعلى الفور، تحدث رئيس الوزراء الإسرائيلي نتنياهو مشيدا بالقرار التاريخي وشكر ترامب على قيادته الشجاعة لمواجهة ايران، مؤكدا انه منذ البداية كان رافضا للاتفاق الذي وصفه بأنه يحتوي على الكثير من الأخطاء.
واستباقا لقرار ترامب، كانت اسرائيل أمرت بتحضير الملاجئ ضد الصواريخ في الجولان تحسبا لـ«انشطة» ايرانية في سورية. وقالت إسرائيل، إنها رصدت تحركات عسكرية إيرانية في سورية. وتحدثت مصادر أن الجيش الإسرائيلي نشر الدفاعات والقوات «في حالة تأهب قصوى لأي هجوم».
من جانبها، أيدت المملكة العربية السعودية إعلان الرئيس الأميركي الانسحاب من الاتفاق.
وقالت «الخارجية السعودية»: «تؤيد المملكة العربية السعودية وترحب بالخطوات التي أعلنها الرئيس الأميركي دونالد ترامب حيال انسحاب الولايات المتحدة الأميركية من الاتفاق النووي، وتؤيد ما تضمنه الإعلان من إعادة فرض للعقوبات الاقتصادية على إيران والتي سبق أن تم تعليقها بموجب الاتفاق النووي».
وأضافت: ان تأييد المملكة العربية السعودية السابق للاتفاق النووي بين إيران ودول مجموعة (5+1) كان مبنيا على قناعتها التامة بضرورة العمل على كل ما من شأنه الحد من انتشار أسلحة الدمار الشامل في منطقة الشرق الأوسط والعالم، إلا أن إيران استغلت العائد الاقتصادي من رفع العقوبات عليها واستخدمته للاستمرار في أنشطتها المزعزعة لاستقرار المنطقة، خاصة من خلال تطوير صواريخها الباليستية، ودعمها للجماعات الإرهابية في المنطقة، بما في ذلك حزب الله وميليشيات الحوثي، التي استخدمت القدرات التي نقلتها إليها إيران في استهداف المدنيين في المملكة واليمن والتعرض المتكرر لممرات الملاحة الدولية، وذلك في انتهاك صارخ لقرارات مجلس الأمن.
وتابعت: إن المملكة إذ تؤكد مجددا تأييدها وترحيبها بالاستراتيجية التي سبق أن أعلن عنها الرئيس الأميركي تجاه إيران، تأمل بأن يتخذ المجتمع الدولي موقفا حازما وموحدا تجاه إيران وأعمالها العدائية المزعزعة لاستقرار المنطقة، ودعمها للجماعات الإرهابية، خاصة حزب الله وميليشيات الحوثي، ودعمها لنظام بشار الأسد والذي ارتكب أبشع الجرائم ضد شعبه والتي أدت إلى مقتل أكثر من نصف مليون من المدنيين، بما في ذلك باستخدام الأسلحة الكيميائية.
وجاء في البيان الذي نشرته الخارجية على حسابها في «تويتر»: ومن هذا المنطلق تؤكد المملكة استمرارها في العمل مع شركائها في الولايات المتحدة والمجتمع الدولي لتحقيق الأهداف المرجوة التي أعلن عنها الرئيس الأميركي، وضرورة معالجة الخطر الذي تشكله سياسات إيران على الأمن والسلم الدوليين بمنظور شامل لا يقتصر على برنامجها النووي، بل يشمل كل أنشطتها العدوانية بما في ذلك تدخلاتها في شؤون دول المنطقة ودعمها للإرهاب، ويقطع كل السبل، نهائيا، أمام إيران لحيازة أسلحة الدمار الشامل.
وفي نفس الإطار، أعلنت دولة الإمارات تأييدها قرار ترامب الانسحاب من الاتفاق النووي مع ايران للأسباب التي أوردها في كلمته والتي لا تضمن عدم حصول ايران على السلاح النووي في المستقبل، ورحبت باستراتيجيته في هذا الخصوص.
ودعت وزارة الخارجية والتعاون الدولي – في بيان امس – المجتمع الدولي والدول المشاركة في الاتفاق النووي الى الاستجابة لموقف الرئيس ترامب لإخلاء منطقة الشرق الأوسط من الأسلحة النووية وغيرها من أسلحة الدمار الشامل وذلك من أجل الحفاظ على الأمن والاستقرار الدولي.
في المقابل، قال الرئيس الايراني حسن روحاني معلقا على انسحاب ترامب: أميركا لم ولن تلتزم بما تعهدت به على الإطلاق، مؤكدا ان قرار ترامب تجربة تاريخية لإيران. واضاف روحاني: علينا أن ننتظر الدول الأخرى في الاتفاق النووي لمعرفة كيف ستتصرف. وتابع: سنجري مشاورات مع روسيا والصين بعد الانسحاب الأميركي من الاتفاق النووي. وتابع روحاني: الاتفاق بات اليوم بين إيران و5 دول أخرى، دون الوجود الأميركي.
من جانبهم، اعلن قادة دول المانيا وبريطانيا وفرنسا أسفهم لقرار الرئيس الأميركي وأكدوا «التزامهم» باستمرار تنفيذ الاتفاق النووي الايراني. كما اكد الاتحاد الأوروبي التزامه بالاتفاق النووي مع ايران باعتباره «مهما لأمن اوروبا والعالم بأسره».
وقالت الممثلة العليا للسياسة الخارجية والأمنية في الاتحاد الأوروبي فيديريكا موغريني في بيان صحافي: «ما دامت ايران مستمرة في تطبيق بنود الاتفاق النووي وايران ملتزمة حتى الان بهذا الأمر فان الاتحاد الاوروبي سيبقى ملتزما بتطبيق الاتفاق النووي بصورة شاملة وكاملة».
واشارت الى ان الوكالة الدولية للطاقة الذرية اكدت في تقاريرها ان ايران ملتزمة بالاتفاق النووي.
وأوضحت ان رفع العقوبات عن ايران وفقا للاتفاق النووي كان له اثر ايجابي ليس فقط على العلاقات الاقتصادية مع ايران ولكن على الشعب الايراني ايضا.