خطة أوروبية لإقناع ترامب بالحفاظ على اتفاق إيران النووي
قال مبعوثون غربيون إن بريطانيا وألمانيا وفرنسا تقترب من التوصل إلى حزمة ستقدمها إلى الرئيس الأميركي دونالد ترامب لإقناعه بالحفاظ على الاتفاق النووي مع إيران رغم سخرية رئيسها حسن روحاني من ترامب ووصفه له «بالتاجر».
وقال مبعوثون أوروبيون لـ«رويترز» امس إن اجتماعات خلف أبواب مغلقة على مدى ثلاثة شهور سوف تتمخض عن حزمة من الإجراءات المنفصلة قد يتم اتخاذها ضد إيران على أمل إرضاء ترامب مع الإبقاء على الاتفاق.
وقال ديبلوماسي كبير في الاتحاد الأوروبي «هذا يهدف لإقناع الرئيس ترامب، ليس هذا اتفاقا جديدا مع إيران».
وصرح ديبلوماسيون بأن الإجراءات الجديدة ربما تتضمن عقوبات جديدة من الاتحاد الأوروبي ضد إيران.
وقال ديبلوماسيان أوروبيان إن الخطة تتماشى إلى حد كبير مع إجراءات أشد لاحتواء إيران ناقشها الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون مع ترامب أثناء زيارته للبيت الأبيض أمس الأول.
في غضون ذلك، سارعت طهران الى رفض دعوة الرئيسين الاميركي دونالد ترامب والفرنسي ايمانويل ماكرون الى العمل على اتفاق جديد حول الملف النووي الايراني، فيما اعتبرت موسكو انه لا بديل عن الاتفاق الحالي، وشدد الاتحاد الاوروبي على انه جيد ويجب الحفاظ عليه.
فقد شكك الرئيس الايراني حسن روحاني في خطاب القاه في مدينة تبريز امس في شرعية المساعي الأميركية والاوروبية الهادفة إلى التوصل الى اتفاق جديد.
وفي اشارة ضمنية الى تصريحات ترامب وماكرون بشأن الاتفاق، قال روحاني «يقول الى جانب رئيس دولة اوروبية: نريد ان نقرر بشأن اتفاق تم التوصل إليه بين سبعة أطراف، للقيام بماذا؟ وبأي حق؟»، مضيفا «عليكم ان توضحوا كيف سيسير الاتفاق في السنوات المقبلة».
واشار الرئيس الايراني الى ان الوكالة الدولية للطاقة الذرية تؤكد بانتظام ان بلاده تفي بتعهداتها التي قطعتها في فيينا حول برنامجها النووي بهدف تقديم ضمانات بانها لا تسعى الى امتلاك السلاح الذري.
وانتقد روحاني الرئيس الاميركي بدون تسميته متوجها اليه بالقول «ليس لديك اي حنكة في السياسة ولا في مجال القانون او الاتفاقات الدولية. ان رجل اعمال او تاجرا او من يبني الابراج كيف يمكن له ان يصدر حكما في القضايا الدولية؟».
في غضون ذلك، قال مبعوث الولايات المتحدة لشؤون منع الانتشار النووي كريستوفر فورد، إن الولايات المتحدة لا تسعى لفتح اتفاق إيران النووي أو إعادة التفاوض عليه من جديد لكنها تأمل في البقاء فيه إصلاح ما به من عيوب من خلال اتفاق تكميلي.
وردا على سؤال عما إذا كان الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون قد أنقذ الاتفاق النووي في محادثاته في واشنطن قال فورد «آمل أن يكون قد تم إنقاذ الاتفاق النووي في سياق التحدي الذي حدده لنا الرئيس ترامب، محاولة البقاء في الاتفاق لكن في سياق المضي قدما مع شركائنا بشأن نهج يمتلك فرصة جيدة للغاية لتحويل ما كان فعليا تأجيلا مؤقتا إلى حل أكثر استدامة».
وعلى صعيد ردود الافعال الدولية، أعلن فلاديمير تشيجوف مبعوث روسيا الدائم لدى بروكسل، أن الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة لا يملكان تعديل الاتفاق النووي مع إيران، مؤكدا أنه لا أحد يمكن أن يملك صلاحية التحدث نيابة عن مجموعة «5+1» التي ابرمت الاتفاق مع طهران.
ونسبت وكالة أنباء (تاس) الروسية -في نشرتها باللغة الانجليزية- إلى تشيجوف قوله في مؤتمر المانحين الدوليين لسورية في بروكسل امس «إذا توصل الأعضاء الأوروبيون الثلاثة في المجموعة (فرنسا وبريطانيا وألمانيا) إلى اتفاق مع الأميركيين بشأن شيء، فلا دخل لنا أو نظرائنا الصينيين بهذا الاتفاق.. لقد وقع الجميع على الاتفاق الذي تم التوصل إليه ولا يحق للثلاثي الأوروبي الحديث نيابة عن مجموعة الستة».
بدورها، شددت مسؤولة السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي فيديريكا موغريني خلال المؤتمر ذاته على أن الاتفاق النووي مع إيران يجب الحفاظ عليه، وقالت «بالنسبة لما سيحصل في المستقبل سنرى حينذاك، لكن هناك اتفاق قائم الان يعمل جيدا، ويجب الحفاظ عليه».