دوتيرتي: يا فيلبينيي الكويت… عودوا

دوتيرتي: يا فيلبينيي الكويت… عودوا

في خطوة تصعيدية لم تكن متوقعة، أعلن الرئيس الفيلبيني رودريغو دوتيرتي أنه قرر سحب جميع العمالة الفيلبينية من دولة الكويت، وناشد مواطنيه «الذين ما زالوا مقيمين فيها بأن يعودوا إلى وطنهم فوراً»، وذلك في أول رد فعل رسمي من جانبه على قرار الكويت طرد السفير الفيلبيني وإعلانه «شخصاً غير مرغوب فيه» وقرار الكويت استدعاء سفيرها من مانيلا للتشاور.

وفضّل نائب وزير الخارجية خالد الجارالله التريث، وعدم التعليق على تصريحات الرئيس الفيلبيني، موضحاً أن الوزارة بانتظار البيان الرسمي الذي سيصدر عن الجانب الفيلبيني اليوم.

بدوره، ذكر السفير الفيلبيني لدى الكويت ريناتو بيدرو أوفيلا الذي سيغادر الكويت صباح الأربعاء المقبل أن «السفارة تنتظر ورود القرار الرسمي من وزارة خارجيتها بعد عودة الرئيس من زيارته لسنغافورة»، معتبراً أن «القرار النهائي سيعلنه الرئيس لدى عودته، وأعتقد أن مغادرة جميع الفيلبينيين من الكويت أمر صعب التطبيق، حيث يرتبطون بعقود عمل هنا، والأمر ليس سهلاً».

وأعلن دوتيرتي في خطاب ألقاه أمام الجالية الفيلبينية في سنغافورة حيث شارك في قمة «رابطة دول جنوب شرق آسيا (أسيان) انه قرر سحب جميع الفيلبينيين العاملين في الكويت لأنه يشعر بأن «الكويتيين لا يحبون الفيلبينيين وبأنهم قد أصبحوا يشكلون عبئاً بطريقة ما عليهم».

وقال دوتيرتي: «ما أقوله هو إنه يبدو لي أن الكويتيين غير مرتاحين ازاء الفيلبينيين. وأنا أقول (للكويتيين) إنني لا أريد للفيلبينيين أن يذهبوا إلى هناك لأنه يبدو أنكم لا ترغبون فيهم. أنا أقول لكم إنهم (الكويتيين) يضمرون شيئاً ما ضد الفيلبينيين».

وتوجّه الرئيس الفيلبيني إلى جميع مواطنيه العاملين في الكويت، مناشداً إياهم بأن يعودوا إلى وطنهم، مؤكداً لهم إنه «على استعداد أن ينفق عليهم حتى المنحة البالغة 5.4 مليار بيزو والتي منحتها الصين إلى الفيلبين أساساً من أجل تطوير التعليم».

وتابع مناشدا مواطنيه: «أنتم يا من في الكويت، يا من لستم حقاً خدم منازل، أناشد حسكم الوطني. عودوا إلى الوطن. فعلى الرغم من كل شيء، هناك الآن الكثير من الوظائف المتاحة في الفيلبين».

وقال موجهاً كلامه إلى الكويتيين: «إذا كان وجود الفيلبينيين عبئا، فاسمحوا لنا بأن نسحبهم. أنا لديّ هذه الأموال التي كانت مخصصة أساساً لتطوير التعليم، وسأنفقها حتى آخر سينتافو (جزء من البيزو)».

وواصل دوتيرتي خطابه إلى الكويت قائلاً: «فقط نرجوكم…. لا تضايقوا الفيلبينيين. فقط ساعدونا وأنا سأدبر الأموال وسأسحب جميع الفيلبينيين العاملين في الكويت. كل ما أريده هو ألا تؤذوهم. أنا أطالب بأن تتم معاملتهم معاملة تليق بالبشر».

وأضاف: «نحن لم نرسلهم إلى الخارج كعبيد، بل كبشر. ولكن إذا كان أسلوب عملهم لا يتناسب بطريقة أو بأخرى مع ثقافتكم وبالتالي يتم إيذاؤهم، فأرجو أن تتفهموا مشكلتنا لأني لا أستطيع أن اقف مكتوف اليدين هنا. يجب أن أفعل شيئاً».

وأوضح دوتيرتي أنه لا يريد أن تؤثر هذه الأزمة على العلاقات الجيدة بين الفيلبين والكويت، وهذا هو السبب الذي جعله يقرر أن يسحب جميع العمالة الفيلبينية.

وعن ذلك قال: «أود أن أؤكد لدولة الكويت أن بيننا تاريخ من الصداقة. وفي الوقت الراهن، لا أريد إفساد ذلك التاريخ. لذا، وبطريقة ديبلوماسية جداً، لا أرغب في إفساد علاقتنا بصديق جيد (كالكويتيين) فهم على الرغم من كل شيء ساعدونا على مدار سنوات كثيرة».

وأكد الرئيس الفيلبيني أنه لن يجري محادثات مع الحكومة الكويتية إلا بعد أن ينتهي من سحب جميع الفيلبينيين من الكويت ويعيدهم إلى وطنهم.