رئيس إقليم كاتالونيا يقترح تعليق نتائج الاستفتاء ويفتح باب الحوار مع مدريد
أبقى رئيس اقليم كاتالونيا كارلس بوغدمونت الباب مواربا في خطابه أمام برلمان الاقليم أمس، وأعلن أن الاستفتاء الذي شهده مطلع الشهر الجاري «منحنا الحق في الاستقلال»، لكنه اقترح تعليق نتائج الاستفتاء لاسابيع لتشجيع الحوار مع مدريد.
وفي كلمته المطولة أمام البرلمان المؤيد بأغلبيته للاستقلال، أدان بوغدمونت تعامل الشرطة الاسبانية مع الانفصاليين الذين شاركوا في الاستفتاء، وقال ان العالم كله شاهد قمع الشرطة المركزية. واتهم الحكومة الإسبانية بمحاولة إثارة الذعر بين مواطني كتالونيا، معتبرا أنها ردت على الاستفتاء بعنف لا يتناسب مع ديموقراطية الاتحاد الأوروبي، وكشف عن أن نحو نصف مليون شخص لم يتمكنوا من التصويت في الاستفتاء، واصفا الظروف التي أجري فيها الاستفتاء بـ «القاسية».
ورغم كل ذلك، دعا الى التهدئة وعدم التصعيد سواء بالاقوال أو بالافعال.
ووصف استفتاء الانفصال بـ «النجـــاح الســـياسي واللوجستي»، مشددا على أن التصويت تحقق رغم محاولات السلطات في مدريد عرقلته.
وأعلن «شعب كاتالونيا اختار الاستفتاء، واختار أن يكون له مستقبل خاص يقرر فيه مصيره بيده»، مضيفا: «نريد أن نعزز من التعاون والتفاهم بيننا وبين إسبانيا».
وأضاف أن الخلاف بين الإقليم والدولة الإسبانية يمكن حله بشكل عادل عبر التفاوض، مشيرا إلى أن مدريد فضلت أن تخطو للخلف بشأن استقلال إقليم كاتالونيا.
واعرب عن خيبة أمله من موقف الملك فيليبي الذي اعلن فيه رفضه للاستفتاء، قائلا: ليس في الدستور الاسباني ما يسمح بمناقشة وضع كاتالونيا، واملنا الأخير كان في موقف الملك.
وشبه الاستفتاء الذي اجري قبل ايام بالاستفتاء الذي جرى في اسكوتلندا وكذلك بالاستفتاء الذي اجرته بريطانيا حول الخروج من الاتحاد الأوروبي (بريكست).
وكان الاتحاد الأوروبي جدد أمس دعوته كل الأطراف المعنية بالأزمة في كتالونيا للحوار، في حين حذرت الحكومة الإسبانية رئيس إقليم كتالونيا ودعته الى التوقف قبل أن يفعل أي شيء «لا يمكن الرجوع فيه».
ونقلت وكالة «أوروبا برس» الإسبانية للأنباء عن مينديث دي فيغو المتحدث باسم الحكومة، وهو أيضا وزير التعليم، القول «أطلب منه عدم فعل أي شيء لا يمكن الرجوع فيه».
وفي اشارة الى اجواء الترقب التي سبقت اعلان بوغديمونت موقفه، تم اغلاق الحديقة على مشارف البرلمان في برشلونة.
كما انتشرت الشرطة المحلية (موسوس ديسكوادرا) منذ فجر أمس حول البرلمان للحؤول دون اي تجاوزات من قبل متظاهرين مؤيدين او معارضين للاستقلال.
وذكرت وسائل اعلام اسبانية ان بوغديمونت كتب واعاد صياغة خطابه طوال يوم اول من امس، محاطا بمستشاريه ومترددا بين انصار الرحيل بلا تردد والذين يخشون ان يكون العلاج ـ اي الاستقلال ـ اسوأ من العلة نفسها وهي وصاية مدريد.
وهتف مئات الآلاف من الكاتالونيين المعـــارضين للاستقلال في تظاهرة كبيرة الاحد الماضي «كفى!».
وهذه الكلمة استخدمتها ايضا اكبر منظمة لارباب العمل «فومنت ديل تريبال» بعدما قررت خمس او ست شركات كاتالونية مدرجة في مؤشر الاسهم في البورصة، نقل مقرها الى خارج المنطقة.
وحركة النزوح هذه ستستمر بعد اعلان الاستقلال من جانب واحد وهو ما سيشكل «كارثة» بالنسبة الى اسبانيا وكاتالونيا، بحسب ما اعلن رئيس هيئة التجارة الاسبانية خوسيه لويس بونيت.
وصرح بونيت لاذاعة «كادينا سير» بأن ذلك «سينعكس سلبا الى حد كبير على اسبانيا وحتى على اوروبا اذ سيترتب عليه خلل كبير في الاستقرار».
وعنونت صحيفة «ايل بيريوديكو دي كاتالونيا» المعارضة للانفصال على صفحتها الاولى «نهاية الطريق».
في مدريد، حذر رئيس الحكومة المحافظ ماريانو راخوي من ان اعلان استقلال احادي يمكن ان يدفعه الى تعليق الحكم الذاتي الذي تتمتع به المنطقة وهو اجراء لم يطبق يوما في هذه المملكة البرلمانية التي تتمتع بحكم لامركزي واسع.
وهو يملك ادوات اخرى بما انه سيطر على مالية المنطقة في سبتمبر، ويمكنه ايضا فرض حالة طوارئ مخففة تسمح له بالتحرك بمراسيم.
ويمكن ان يتحرك القضاء ايضا ضد بوغدمونت والانفصاليين المتشددين الذين نظموا الاستفتاء ويخططون «للاستقلال» منذ اشهر.