السبت , 25 مارس 2023
راشد الجهوري يكتب: السجينة

راشد الجهوري يكتب: السجينة

كل الأحلام تلاشت، و بقي حلم واحد، هو أن ترى وجه السحاب، و تستقبل قطراتها الندية و تسمع صوت الرعد، و لكن جدران الصمت تحجب لمعان البرق. حتى النسيم، حتى الرياح، حتى العواصف، لا تعرف معناها. و يستمر الحلم، ما دامت هناك حياة.

والعجيب في الأمر، أن هذه السجينة، عطاياها لم تتوقف أمام المحتاجين، تدفع السيئتين بحسنتين.

لم تكن مذنبة حتى تسجن، كم هناك سجناء في أرض الإنسان قد سُجنوا دون ذنب يُرتكب؟ هي لا تعرف من فصول السنة إلا فصل الربيع

و ما أتعس الربيع حين يكون بدون ورود 

أليس في الشام ربيع؟ أليس في القدس زيتون و نخيل؟

و ظلت المسكينة في زوايا النسيان تائهة، و لا تدري هل الصبح قريب أم الشمس مالت للمغيب.. تكتب الرواية، من النهاية إلى البداية، وهي

ليست مزحة مكظوم، أو دعابة مهموم

فالنهايات المظلمة تبحث عن البدايات المشرقة.

نعم! تنتهي حكاية لتكتب أخرى

و لكن متى تنتهي الأولى؟

و متى تولد الأخرى ؟

و تجري الأيام

و يعود طيف الأحلام.

و هل يعرف السجناء إلا غروب دون شروق؟

ثم رفعت المسكينة رأسها بعد صمت الرعد، لترى النجوم و تسامرها، و نسيت المسكينة أن سماءها بدون نجوم…و بدأت تكتب مقدمة الحرية المأمولة…لأن حبر الأمل لم يتبخر بعد.

فمتى يبدأ فصلها الأول؟

(البوح بمشاعر شجيرة في المكتب.)

الكاتب: راشد الجهوري

شاهد أيضاً

علي الرندي

من الديره : علي الرندي: المواطن وجشع التاجر

من الديره : علي الرندي: المواطن وجشع التاجر بعيدا عن عالم السياسة الذي أرهق عقولنا …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *