إهمال التشجير في دولة صحراوية !
إن التشجير مسار اتخذته العديد من الدول للحد من تلوث الهواء وتحسين درجات الحرارة صيفا وشتاء لتفادي التغيرات المناخية التي يشهدها كوكبنا مؤخرا بأقل تكلفة ممكنة، و ذلك بغرس الأشجار و الشجيرات الصغيرة داخل المدن و المناطق السكنية و المناطق القاحلة و الجافة ضمن خطة زراعية واضحة تتناسب مع المكان جغرافيا و مناخيا ، حيث ثبت علميا أن درجة حرارة الكتلة الخضراء للأشجار اقل من درجة حرارة جسم الإنسان صيفا و أعلى من درجة حرارة الهواء في فصل الشتاء ما يحد من الحمل الحراري للإشعاع الشمسي الساقط على رقعة المناطق و المدن ، كما ثبت علميا أنه في المناطق الرملية الصحراوية يعمل النبات على تثبيت التربة و منع زحف الرمال إلى مناطق أخرى فيقلل من التصحر و تعرية التربة . و نحن هنا في دولة الكويت و التي تعاني من ارتفاع درجات حرارتها الحارقة في فصل الصيف بين أول يونيو إلى منتصف سبتمبر نجد أن خطة التشجير غائبة تماما من جميع المناطق السكنية في الكويت !! ، و غائبة من جميع الطرق السريعة الرئيسية التي تكتظ بالكثافة المرورية منها طريق الملك فهد السريع و طريق فحيحيل السريع و جميع الطرق المرورية الأخرى أهمها الدائري الرابع و الدائري الخامس و الدائري السادس !! و مؤخرا تداول فيديو لمواطن كويتي من سكان منطقة جابر العلي الذي عرض فيه منفعته من تشجير مساحة منزله الخارجية في خفض درجة حرارة الهواء حيث كانت درجة حرارة الجو بفترة الظهيرة هو 47 درجة سيليزية بينما درجة حرارة مساحة منزله الخارجية هو 29 درجة سيليزية فقط استنادا إلى ما ظهر في قراءة جهاز مقياس حرارة الجو ما يثبت إثباتا قطعيا أن ارتفاع درجات الحرارة الحارقة صيفا في الكويت و ارتفاع نسبة العواصف الرملية فيها هو بسبب غياب عمليات التشجير فيها الذي يجعل مناخ المدن و المناطق قريبة من حدود درجة الراحة الحرارية للإنسان . و للعراق التي تخضع لنفس المناخ الإقليمي لدولة الكويت تجربة تطبيقية على عمليات التشجير في بغداد ، حيث نشرت الجامعة التكنولوجية / قسم هندسة العمارة في المجلة العراقية لهندسة العمارة في مجلدها (28) العددان (1-2) لسنة 2014 نتائج دراساتها التطبيقية بعنوان ( أثر تشجير الشوارع الحضرية في تحسين المناخ العام لمدينة بغداد ) التي انتهت بتحديد أفضل ست أنواع من أشجار أرصفة الشوارع الملائمة لمناخ العراق الحار من حيث قلة تكلفة زراعتها ، تحمل الظروف ، قلة الحاجة للعناية ، سرعة فترة النمو ، مدى مقاومته للأمراض ، قدرة التكاثر و مردودها الاقتصادي وهي شجرة نخيل التمر و شجرة اليوكالبتوس و شجرة الكلاديشيا و شجرة الالبيزيا ليبيك و شجرة الجاكاراندا و أخيرا شجرة البومباكس و جاءت شجرة الالبيزيا ليبيك (Albizia lebbek ) في المرتبة الأولى من حيث قلة تكلفتها و مردودها الاقتصادي حيث يمكن استخدامها كسماد نباتي و أغصانها في صناعة الورق و الخشب المضغوط .
لهذا نوصي الجهات الحكومية المختصة في الدولة بتخصيص ميزانية لتشجير الشوارع و الأحياء السكنية و نوصي مجلس الأمة بإقرار تشريعات تنظيمية تلزم الحكومة على تشجير أرصفة الشوارع و أحيائها السكنية و تعاقب عملية قطع الأشجار من داخل أو محيط المناطق و إعطاء هذه التوصية صفة الأولوية من ضمن خطة تنمية الدولة ، و لا حول و لا قوة إلا بالله من أداء الجهات الفنية في الدولة و من غياب التشريعات الضرورية !!!! .
بقلم الأستاذة / بسمة سعود
اهمال وظاهرة صيف2019 ازالة النخل من الشوارع ليش والى اين ومن العلم عند الله