في السنوات الأخيرة إنتشرت ظاهرة المثلية الجنسية بشكل كبير في الكويت ، و سجل اعتقال العديد من نوادي التدليك ومحال التزيين والحلاقة، وأصدر قانون خليجي مشترك بين الكويت والسعودية عام 2013 للكشف الإكلينيكي عن الوافدين، وعدم استقبال من تثبت مثليتهم ، كما يعاقب قانون العقوبات الكويتي في مادته 193 النكاح المثلي بالحبس سبع سنوات . لهذا وجب علينا إلقاء الزوم عن المثلية الجنسية .
قبل أن نتطرق إلى المثلية الجنسية بما جاء في الإسلام من ملة محمد علينا أن نتطلع على المفهوم العام للمثلية الجنسية طبيا ، عرف العلماء المثلية الجنسية بأنه توجه جنسي يتسم بالانجذاب الشعوري، الرومانسي، والجنسي بين أشخاص من نفس الجنس ، وقد ينجذب المثلي بصورة ضئيلة أو معدومة إلى الجنس الآخر ، ولقد لوحظ ووُثِّق السلوك الجنسي المثلي أيضاً لدى أنواع مختلفة من الحيوانات. في العلم والطب لا يُعْتَبَر التوجه الجنسي اختياراً وإنما تفاعلاً معقداً لعوامل بيولوجية وبيئية كما أن هناك دراسات طبية أثبتت أن هناك أدلة كثيرة تدعم تأثر التوجه الجنسي بالعوامل الجينية و البيئة الهرمونية لنمو الجنين ، فيما يتعلق بجانب الطب النفسي والصحة النفسية فمن أهم الأسباب التي قد تلعب دوراً في حدوث المثلية الجنسية 1- غياب صورة الأب في التربية أثناء نمو الطفل، ووجود أم متسلطة، 2- تنشئة الطفل في مجتمع يرحب بالمثلية داخل دائرة الأسرة ، 3- التحرش الجنسي بالأطفال والاعتداء عليهم ، 4- والتجربة الجنسية المثلية في مرحلة الطفولة المبكرة ، 5- عدم الاهتمام ببدايات الميل للجنس نفسه من البداية، والعمل على تعديلها في حينه.
و من الحقائق العلمية التي ذكرها الأطباء النفسيين أن معظم الأبحاث التي أجريت على مثل هذه الحالات لم تبين وجود أي فرق من ناحية تكوين الجهاز العصبي المركزي أو الطرفي، ووجد أن نسبة كبيرة منهم «56% من الذكور، 86% من الإناث» يتغير السلوك الجنسي لديهم إلى الحالة الطبيعية في مرحلة النضج العمري، كما وجد أن أكثر من 30% يُعَالجون بالعلاج النفسي والسلوكي إذا ما طلبوا والتزموا بذلك.
و عندما نرجع إلى الإسلام بما جاء في ملة محمد بعيدا عن المؤلفات البشرية ، نجد أن الإسلام إعتبر (النكاح) بين المثليين جنسيا فاحشة و جريمة إن كان سحاقا كما جاء في سورة النساء آية رقم (15) أو لواطا في أية رقم (16) ، و تقع الحد على إرتكاب هذه الفاحشة إن مورس علنا ، كما ضرب الله مثلا بقوم النبي لوط الذين ارتكبوا فاحشة و جريمة النكاح المثلي و عقابه الإلهي الذي أنزله عليهم ، و لم يتطرق القرآن إلى تجريم من تظهر عليه علامات الإنتماء الجنسي لجنس معين أو بمعنى آخر رفضه لجنسه بظاهرة يسميها المجتمع الكويتي (البويات) أو (الجنوس) إنما جرم وقوع (النكاح) بين المثليين جنسيا فقط ، فتدبروا معي هذه الآيات :
سورة النساء آية (15) : ( و اللاتي يأتين الفاحشة من نسائكم فاستشهدوا عليهن أربعة منكم فإن شهدوا فأمسكوهن في البيوت حتى يتوفاهن الموت أو يجعل الله لهن سبيلا )
سورة النساء آية (16) : ( و الذان يأتينها منكم فآذوهما فإن تابا و أصلحا فأعرضوا عنهما إن الله كان توابا رحيما )
سورة الأعراف آية (80 – 84) : ( و لوطا إذ قال لقومه أتأتون الفاحشة ما سبقكم بها من أحد من العالمين ، إنكم لتأتون الرجال شهوة من دون النساء بل أنتم قوم مسرفون ، و ما كان جواب قومه إلا أن قالوا أخرجوهم من قريتكم إنهم أناس يتطهرون ، فأنجيناه و أهله إلا إمرأته كانت من الغابرين ، و أمطرنا عليهم مطرا فانظر كيف كان عاقبة المجرمين ) .
بقلم : بسمة سعود