الثلاثاء , 21 مارس 2023
زوووم: بسمة سعود: قاعدة هرم ماسلو !
بسمة سعود

زوووم: بسمة سعود: النسب و الجنسية !

انتشر في الشهور الستة الأخيرة خلافا بين مشاهير الإعلام حول قضية “شنو جنسيتك” و حبيت أسلط الضوء عليه لأنها قضية ثقافية مترسبة لسنوات في المجتمع و تؤرق نفسية الكثيرين فيجب ان نضع النقاط على أحرفها ، حيث أنه في أحد اللقاءات الفضائية المحلية طلب مذيع البرنامج لضيفة اللقاء من ذكر أسماء المذيعات الغير كويتيات اللاتي نجمن في الإعلام الكويتي فذكرت اسمين و الثالثة ذكرها المذيع به و هي أحد مشاهير البلوقر ، بعد اللقاء ظهرت البلوقرية مهاجمة المذيع كأنه افترا عليها و ممسكة بالجواز الكويتي و تنفي إشاعة أن زوجها غير كويتي ، و قبل اقل من شهر ظهر أحد مشاهير الشبكات الاجتماعية بفيديو عنوانه إللي “ما يعترف بأصله مافيه خير” مهاجما أحد الشخصيات التي حصلت على الجواز الكويتي بعد سنوات من زواجها إلا أنها تتنكر من جنسيتها الأصلية و اتحفظ على بعض ما جاء في هجومه .

أولا سنتطرق إلى  المفاهيم العلمية الذي لا يتدبره حتى بعض القانونيين الإعلاميين مع الأسف ، هناك فرق بين النسب و بين الانتماء السياسي أو الوطني ، حيث أن نسب الإنسان في العالم يمنح لأسباب جينية يعود لوالده أو لأسباب إنسانية يعود لأبيه و أمه اللذين  قاما في تربيته و رعايته كما ورد في القرآن الكريم و ملة أبو الأنبياء إبراهيم عليه السلام ، لكن الجنسية هو انتماء سياسي لبقعة جغرافية يقطنها مجموعة من السكان لهم عادات و تقاليد و ثقافة مشتركة تحت نظام حكمي معين و يمنح صاحبه حقوقا من دولته  كما أنه انتماء للوطن ، و لكن مع الأسف عند تشريع قانون الجنسية الكويتي تم معاملة الانتماء السياسي على أنه نسب ، ففي قانون الجنسية المادة الثانية منح حق الجنسية لكل من ولد من أب كويتي سواء كان داخل أو خارج البلاد لكنه أقصى الأم الكويتية في حق تجنيس أولادها إلا إن تم تطليقها طلاقا بائنا أو ترملت من زوجها الوافد استنادا إلى المادة الخامسة من قانون الجنسية ، و سؤالي إلى المشرعين من هو المربي المباشر في مجتمعنا هل هي الأم أم الأب ؟!! و هل الأم الفلبينية و السيلانية و الهندية و المصرية …. إلخ من الجنسيات الوافدة ستربي القيم الكويتية في النشء أفضل من الأم الكويتية ؟!!! الجميع عاشر أبناء الوافدات و أبناء الكويتية و يستطيع الإجابة عن هذا السؤال !! و أنا لا أتحامل على أحد لكنني أطلب العدالة و المساواة لأبناء المواطنة بصفة أصلية مع الأب الكويتي بصفة أصلية في حق تجنيس أبنائها، لماذا ؟، لأن الابن أو الابنة الذين تربوا في الكويت و تعلموا في الكويت و كبروا و استمدوا دينهم و قيمهم من الكويت و خرجوا من رحم كويتية من الطبيعي و البديهي أنه لن ينتمي إلا إلى الوطن الذي  تربى و ترعرع فيه و وطنه سيكون الكويت ! و لا أرى من العدالة أن يجنس ابن الوافدة لأنه يحمل جينات والده فقط خاصة الذي تربى و ترعرع في بلد والدته و لم يرى الكويت و يحرم ابن الكويتية بصفة أصلية الذي تربى و ترعرع في الكويت من حق التجنيس ، فبالله عليكم من سيكون انتماءه للكويت أقوى ؟!!!!!

نرجع إلى سلوك الفرد و المجتمع اتجاه الجنسية، ذكرت في مقالتي بعنوان “التكبر” أن من يمارس التكبر فهو إنسان يشعر بالنقص ، ما في جنسية أحسن من جنسية أخرى كل الشعوب لها تاريخها الحضاري و لها الاحترام  و التقدير و مو من حق أي مواطن كويتي يتكبر على أي جنسية أخرى أو على  نسب الإنسان الآخر و كل إنسان يعتز بانتمائه السياسي و نفس الوقت لازم يحترم جنسية أباه و والده و لا ينتقص من قدره حتى لو واجه العنصرية من بعض أفراد مجتمعه و الكثير من أبناء الكويتيات ينتقصون من قدر جنسية والدهم الوافد و يتنكرون له و هذ بحد ذاته تجريح للأب !! افتخر بجنسية أباك الذي رباك و أعلن عن انتمائك للبلد الذي كبرت فيه و لا حساسية أو عيب في الأمر فقدر الإنسان بمكارم أخلاقه و مستوى تعليمه و حجم عطائه لمجتمعه و وطنه و ليس لوثيقة رسمية فرضت عليه من القوانين أو القدر ومن لا يعي ذلك فعقله ناقص لم ينضج ! و من يصل إلى مرحلة تقدير ذاته يتيقن تماما أنه قدم الفخر لجنسيته قبل أن يقدم له الجنسية الفخر و ما فائدة جنسيتك التي تتكبر فيها و أنت عالة أو فساد عليها !؟

تحياتي لوطني و لجميع الأوطان و تحياتي لمن قدم الفخر لجنسيته .

 

بقلم / بسمة سعود

شاهد أيضاً

زوووم: بسمة سعود: قاعدة هرم ماسلو !

زوووم: بسمة سعود: الذكاء الاجتماعي

الذكاء الاجتماعي إن الذكاء الاجتماعي صفة إنسانية مكتسبة من البيئة التربوية و الخلفية الثقافية التي …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *