آلية صرف المكافآت المالية للخدمات الممتازة!
أصدر مجلس الخدمة المدنية قرار رقم 43 لسنة 2016 بشأن المكافآت المالية مقابل الخدمات الممتازة لموظفي وزارات الدولة في 25 أكتوبر 2016 و هي أحد القرارات الإدارية التي لم تراع طبيعة عمل الموظفين عند تطبيقها على جميع جهات العمل مما لا يعزز ثقافة الإنتاجية فيها ، حيث تم ربط الخدمات الممتازة للموظف بمدة مزاولته الفعلية للعمل عدد 180 يوما في السنة دون النظر إلى حجم و عدد المهام المنفذة و الموكلة إلى الموظف و الذي يثبت معدل إنتاجية الموظف و يخلق التنافس في بيئة العمل من اجل تطويره ، و القرار جاء معيبا في موضوعه عند تطبيقه على بعض الوزارات للأسباب التالية :
- استبعد أيام الجمع الذي يبلغ عدده 48 يوم في السنة و أيام الراحات منها أيام السبت الذي يبلغ عدده 48 يوم في السنة ليصبح إجمالي عدد هذه الأيام المستبعدة 96 يوما كما استبعد أيام العطل الرسمية للمناسبات الدينية و الوطنية و عددها 9 مناسبات في السنة و يتراوح إجمالي عدد أيامه في السنة بمعدل 18 يوم ، بالرغم من أنه يحظر على الموظفين مزاولة أعمالهم في هذه الأيام من جهة عملهم !! باستثناء بعض وظائف وزارة الصحة و الداخلية و الدفاع.
- استبعد أيام الدورات التدريبية التخصصية للموظف ، و هذه الدورات التي تنمي خبرات الموظف تنصب في مصلحة رفع إنتاجية جهة العمل ، و بالتالي استبعاد هذه الأيام يعد عيبا موضوعيا .
- لم يراع القرار لواقع التزام بعض الموظفين بالحضور طوال السنة كما هو مثبت بالبصمة الإلكترونية إلا أنه لا توكل إليه تنفيذ مهام ، و غيرهم يرتكبون مخالفة المادة (23 ) من قرار مجلس الخدمة المدنية رقم 41 لسنة 2006 بصورة متكررة طوال العام ، و آخر قل عدد أيام دوامه الفعلي 180 يوما إلا أنه أنجز مهاما كثيرة !!
- لم يراع القرار أن هناك حالات مرضية عرضية يعرقل الموظف من ممارسة روتينه اليومي لأيام محدودة جدا منها الالتهاب في الجهاز التنفسي أو الهضمي أو العضلي أو في الأذن الوسطى و الذي لا يستجوب الرقود في المستشفى.
لم يراع القرار من إمكانية وقوع الحوادث الطارئة للموظف سواء في منزله أو في طريقه أو في أحد أفراد بيته و التي تخرج عن إرادته و تعرقل حضوره للدوام .
لذلك على مجلس الخدمة المدنية و ديوان الخدمة المدنية أن يدرسوا جيدا الأثر المترتب على تطبيق قراراتهم على جميع جهات العمل بما يتفق مع طبيعة العمل و بما يحفظ حقوق الموظف المنتج و بما يعزز روح التنافس المهني في تطوير الأداء بجهة العمل بدلا من معاملة موظفي الدولة بمختلف الوزارات على أنهم حراس بوابة و بصامين !! و لا حول و لا قوة إلا بالله من واقع الكثير من القرارات .
بقلم الأستاذة / بسمة سعود