حرية شخصية .. كيفهم !
إن كلمة الحرية في معجم المعاني الجامع هو الخلوص من الشوائب و الرق و اللؤم و أن يتصرف فيه الإنسان طبقا لإرادته و طبيعته بلا تكلف و بلا احتراس و أن يناقش فكره بصراحة دون قيود أو تدخل و هي حالة الإنسان الواعي الذي يفعل الخير أو الشرّ وهو يعلم ماذا يريد أن يفعل و لماذا يريد فعل ذلك مع وجود أسباب انتهى إليها تفكيره .
فعند ارتداء بعض المشاهير للملابس الفاضحة التي تعتدي على حرمة العيون في الأماكن العامة أشهرها الضجة الإعلامية الأخيرة التي أحدثتها أحد الممثلات المصريات في مهرجان القاهرة السينمائي و لأحد المغنيات اللبنانيات في أحد حفلاتها الغنائية الاستعراضية فإنه من الحرية الذاتية للفرد ، و عند توجه بعض شابات الكويت مؤخرا بنشر فيديو لهن و تظهرن فيه بفستان زفافهن و جيوب صدورهن مكشوف فإنه من الحرية الذاتية للفرد ، و عندما ننظر إلى إنزال بعض شباب و شابات الكويت صورهن الشخصية في الشبكات الاجتماعية و التي تدل على وجود علاقة حميمية بينهم فإنه من الحرية الذاتية للفرد ، و عندما ننظر إلى سلوك بعض أفراد الشعوب الذين يتظاهرون بطريقة عدائية في شوارع البلاد ضد قرارات أنظمتهم السياسية فإنها من الحرية الذاتية للفرد ، و عندما ننظر لمغردين يستخدمون الألفاظ النابية و الكلمات البذيئة في التعبير عن استيائهم من أمر ما فهو من الحرية الذاتية للفرد ، و عندما ننظر لأحد الأفراد الذي يمسك السلسال و يلجم به ظهره تطبيقا لشعائر دينه فإنها تخضع للحرية الذاتية للفرد ، و عندما تقع فاحشة الزنا بين المحارم و مع المتزوجين فإنها من الحرية الذاتية للفرد ، و من اختار الشيطان أن يكون إلها له و قدم له قرابين الأطفال و النساء فهو من الحرية الذاتية للفرد .
لكن ، هل أن تفرض المرأة نفسها بأنها لحما مثيرا لتناوله من قبل جميع الذكور بأمر إيجابي ؟!! هل البغي على النفس و على الآخرين بأمر إيجابي ؟!! هل الاعتداء باللسان على الآخرين سبا و قذفا بأمر إيجابي ؟!! هل نشر خصوصيات الإنسان التي قد تعرضه للاستغلال أو المضايقات بأمر إيجابي ؟!! هل تخريب و تكسير مرافق البلاد بأمر إيجابي ؟!! هل إنجاب أطفال الفاحشة بأمر إيجابي ؟!! هل الشرك في العلاقات الجنسية بأمر إيجابي ؟!! هل معصية الله في توراته و إنجيله و قرآنه و ارتكاب كل ما هو حرام بأمر إيجابي ؟!!
عندما ننظر إلى كل ما سبق سندرك تماما أن كلمة الحرية بالمعنى المطلق له لا تعكس الرقي أبدا و لا تحافظ على قيم مجتمعات أهل الكتاب من الحياء و الحشمة و الوقار و لا تحفظ الصورة الحقيقية للجمال في الفن و الأدب و المظهر و لا تعكس فطرة الإنسان التي فطره الله بها عند اتخاذ بعض السلوكيات ؟! لذلك من يبحث عن رقي المجتمعات ليدفع مجتمعه نحو القيم الإسلامية التي أنزلها الله وحده بعيدا عن عبث البشر و ذلك بتقييد الحرية في شره و رذيلته و إيذائه ، لكن من يريد أن تعم فوضى العادات و السلوكيات باسم الحرية فلتكن مقولته : حرية شخصية كيفهم !!
أخيرا إن الله تعالى أعطى الإنسان حرية اختياره في عقيدته لكنه حرم و جرم كل ما هو غير أخلاقي ، فمن آمن بالله و بكتابه يحترم رقي الأخلاق و يحترم أن الحرية تقف عند الاعتداء بالأخلاق !!
بقلم الأستاذة / بسمة سعود
تسلم الانامل الذهبية زتسلم بنت سعود بسمة على الروائة التي كتباها الله بعطيك العافية
رائعة يابنت سعود زوماتك قمة الله يوفقك