على الحكومات أن تلتفت لكارثة رئة الأرض!
توجه الإعلام العالمي مؤخرا إلى تسليط الضوء على كارثة حريق غابات الأمازون في البرازيل و المخاطر البيئية التي ستلحق بالحياة على الأرض إن استمرت هذه الكوارث على المدى الطويل ، حيث أن غابات الأمازون التي تبلغ مساحتها 550 مليون هكتار تعد من أكبر الغابات المطيرة في العالم و تنتج من أشجارها 20% من الأوكسجين في الغلاف الجوي التي تساهم في توفير نظاما بيئيا يمتص ملايين الأطنان من انبعاث الكربون كل عام و التي تعد أحد أفضل دفاعات الكوكب في مواجهة أزمة المناخ ، و صرح المعهد الوطني لبحوث الفضاء في البرازيل أنه اندلع ما يزيد على 72 ألف حريق في غابات الأمازون هذا العام و أن الحرائق التهمت مساحات شاسعة من غابات الأمازون لدرجة أن الدخان الصادر منها وصل إلى الفضاء كما صرح الباحثون بموارد الوكالة الأمريكية للفضاء ناسا أن كمية الكربون الناتجة عن الأنشطة البشرية في الأمازون أكبر بنسبة 25% مما يكفي للمساهمة في الاحتباس الحراري و إن زادت نسبة هذه الأنشطة قد يصل الأمر إلى نقطة اللاعودة بخصوص عكس أثر إزالة الغابات . واتهم المدعون الفيدراليون البرازيليون المزارعين في تسببهم بكارثة الحرائق عمدا لأنهم زادوا نسبة إزالة الغابات بطريقة غير قانونية من أجل تربية الماشية ، بينما يلقي خبراء البيئة اللوم على الرئيس البرازيلي الذي اعتبر الغابات عقبة أمام النمو الاقتصادي للبرازيل كما صرح في حملته الانتخابية و وعد بإزالة هذه الغابات و فتحه لأعمال تجارية و غالبية الآراء اتفقت على أن سياسة هذا الرئيس سيدفع ثمنه العالم بأكمله على المدى الطويل و على الأمم المتحدة أن تقف وقفة جادة ضد سياسة هذا الرئيس و الممارسات المخالفة لقوانين البيئة في الغابات ، من جانب آخر اتهم الرئيس البرازيلي حكومات أخرى بمحاربته من خلال افتعالها لهذه الحرائق . و حذر خبراء البيئة أن اختفاء غابات الأمازون سيحرم الأرض من هطول الأمطار و سيعرض كوكب الأرض لمزيد من الجفاف بشكل تدريجي كما سيؤدي إلى إطلاق كميات هائلة من الغازات الدفيئة التي تسخن كوكب الأرض مما سيؤثر على طقس العالم، و إن استمرت الممارسات المخالفة لقوانين البيئة على غابات الأمازون سيؤدي ذلك إلى انقراض البشر نتيجة اختلال التوازن البيئي ! لذلك نشدد على حكومتنا في جديتها بتنفيذ عمليات التشجير في الكويت بأكبر قدر من المساحات كإجراء حماية و وقاية بيئية على المدى البعيد طالما مازلنا و لله الحمد دولة غنية و أن تكون واعية و مدركة و مشاركة بشكل فعال و إيجابي في الهيئات و المنظمات العالمية حول مشاكل المخاطر البيئية العالمية التي تؤثر على مناخ كوكب الأرض في الوقت الحالي و في المدى البعيد .
بقلم الأستاذة / بسمة سعود