الفرصة الثانية
كثيرون هم الأشخاص الذين يخطئون في حقنا سواء كان ذلك عن قصد منهم أو دون قصد ، فنحن لا نعطي أنفسنا وقتا كافيا للتفكير بالسبب الذي كان سبب بوقوع ذلك الخطأ ، لأن مشاعرنا تكون تحت تأثير الخطأ الذي جعلنا رهينة لمشاعرنا الغاضبة.
غالبا قد نلجأ إلى إصدار حكم نهائي بقطع تلك الصلة التي كانت سببا بإيذائنا ، لاعتقادنا أننا سنتحرر من ألامنا وسننجح بحذف كل ماكان بيننا من ذاكرتنا بغض النظر عن مكانتهم ، المهم في وجهة نظرنا أن نتناسى الإساءة التي تعرضنا إليها ، دون النظر إلى تلك الظروف الغامضة التي أجبرتهم على إلحاق الأذى بنا.
قد تؤلمنا مواقفهم المؤلمة بحقنا والتي غالبا ماتفقدنا أختلاق الأعذار لهم ، لكن رغم ذلك نحاول خلق فرصة ثانية معهم.
كالذي يسيئون إلينا بكلماتهم لاندري ما الذي جعلهم ينطقون بها أو ماهي نواياهم ، هل كان المقصد من تلك الحروف المرتبة إلحاق الأذى بمشاعرنا ، أو أنه مجرد أفراغ ألامه على من حوله دون أن يقصد ذلك ، هل كان يتألم عندما نطق بها أو أنه كان مازحا ، هناك عشرات الأعذار التي من ممكن أن نلتمسها اتجاههم قبل لومهم ، لماذا لا نفهم مالذي حدث؟ أو معرفة السبب؟ لماذا نقوم بقطع العلاقة فورا؟ أليس الجميع يستحق فرصة ثانيةثانية؟
شعورنا بأن الفرصة الثانية هي الحل الوحيد للاحتفاظ بشخص يعني لنا الكثير يدفعنا لتقديمها محاولين تجديد تلك العلاقة التي باتت شبه منقطعة ، ربما لأننا سمحنا لمشاعرنا الغاضبة بالسيطرة علينا ، لا ندري أننا بمجرد التسامح سنصبح أقوى وسننسى تلك الألام التي افقدتنا شعور الأمان ، مبتعدين عن فكرة الإنتقام برد تلك الإساءة بالإساءة.
فرصنا المتتالية التي نمنحها لمن نحب ليست ضعفا منا ، بل من الممكن أن تكون دليلا لتغير شخصيتهم نحو الأفضل ، نحن بحاجة أن نتأمل قرارنا بدق وشفافية حتى لا نعاود الإنكسار أمام من يستطيعون إيذائنا ، دراستنا لتلك القرارات تساعدنا كثيرا على اكتشاف الثغرات التي تجعل منا فريسة لأخطاء لا تغتفر ولكننا نغفرها محاولين البعد عن أوجاعنا.
الكاتبة: شمس محسن عبداللطيف.
@shamsabdulltif