الثلاثاء , 28 مارس 2023
ضربـة.. «رفـع الحـرج»
جانب من الدمار الذي خلفته الضربات على مركز البحوث في برزة في دمشق

ضربـة.. «رفـع الحـرج»

ضربـة.. «رفـع الحـرج»

بعد أسبوع من التهويل والتهديد بصواريخ «جميلة وذكية»، نفذ الرئيس الاميركي دونالد ترامب وعده مدعوما بحليفيه رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي والرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون، ونفذ ضربات «محددة» على أهداف ميدانيا، وغير واضحة النتائج سياسيا.

الضربات التي طالت مواقع «خالية تماما» أرادت كما يرى محللون رفع الحرج عن ترامب. لكنه أصر على «المهمة أنجزت».

وأشاد بعد ساعات من اعلانه أنه أمر «القوات الأميركية المسلحة بتنفيذ الضربات المحددة على أهداف مرتبطة بقدرات الديكتاتور السوري بشار الاسد في مجال الاسلحة الكيميائية»، بالهجمات التي اعتبر أنها حققت «أفضل» نتيجة ممكنة.

وكتب ترامب عبر موقع «تويتر»، «ضربة منفذة بشكل مثالي الليلة الماضية. شكرا لفرنسا والمملكة المتحدة على حكمتهما وقوة جيشهما».

وأضاف «ما كان من الممكن تحقيق نتيجة أفضل. المهمة أنجزت».

وعقب انقشاع دخان القصف على سورية، انتقلت ساحة المعركة إلى قاعة مجلس الأمن الذي رفض مشروع قرار أعدته روسيا أمس للتنديد «بالعدوان على الجمهورية العربية السورية من الولايات المتحدة وحلفائها انتهاكا للقانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة».

ولم ينل مشروع القرار سوى تأييد روسيا والصين وبوليفيا. وعارضته ثماني دول من بينها الكويت فيما امتنعت أربع دول عن التصويت.

وقال مندوبنا في الأمم المتحدة منصور العتيبي إن الكويت: «تأسف لهذا التصعيد وتدعو الى تجاوز الخلافات بين أعضاء المجلس. وتدعو لاستعادة وحدة مجلس الأمن وضرورة تحمله لمسؤولياته في صيانة السلم والأمن الدوليين وفقا لما نص عليه ميثاق الأمم المتحدة. وسد الفجوة الموجودة حاليا من خلال الاتفاق على آلية جديدة محايدة ومستقلة ومهنية في أي استخدام للأسلحة الكيماوية في سورية تهدف الى تحديد الأطراف المسؤولة عن تلك الجرائم».

وأعلن الاستعداد «للمشاركة في أي جهود تصب في اتجاه تحقيق التوافق في مواقف الدول الأعضاء بما يضمن معاقبة مرتكبي هذه الجرائم. وضمان عدم إفلاتهم من العقاب وبما يحافظ على منظومة عدم انتشار أسلحة الدمار الشامل».

وأضاف: «من المؤكد انه لا حل عسكريا للأزمة في سورية.

ولا بد من تكثيف الجهود لتجنيب الشعب السوري المزيد من المعاناة».

وأكد موقف الكويت «المبدئي من الأزمة السورية المنسجم مع موقف جامعة الدول العربية الداعي إلى الحفاظ على وحدة وسيادة واستقلال سورية ووقف أعمال العنف والقتال لحقن الدماء والحفاظ على أرواح أبناء الشعب السوري، والتوصل الى تسوية سلمية تحت رعاية الأمم المتحدة بناء على بيان جنيف الأول لعام 2012 والقرار 2254 ولما يحقق انتقالا سياسيا تتوافق عليه جميع مكونات الشعب السوري ويحقق طموحاته المشروعة».

وكان بشار الجعفري مندوب سورية لدى الأمم المتحدة قال: إن الدول الثلاث صاحبة الهجوم على سورية كانت تنوي توجيه الضربة قبل وصول الوفد لغرض عندها، لافتا إلى أن «فرق التفتيش والتقصي لا تنجح تحت الابتزاز السياسي».

واعتبر ان الهجوم هو عدوان على القانون الدولي، كاشفا عن وثيقة رسمية من قبل منظمة الأسلحة الكيميائية لدى الحكومة السورية بشأن أن المركز الذي تم قصفه في (برزه) خال من الأسلحة الكيميائية منذ عام.وأكد مندوب النظام أن المجتمع الدولي لم يفوض أميركا وبريطانيا وفرنسا لشن الهجوم الثلاثي.

وقال الجعفري إن خطة العمل التي تقدمت بها فرنسا وبريطانيا لمجلس الأمن لم يتم الاتفاق عليها.

وتساءل الجعفري من هو المجتمع الدولي الذي أعطى هذه الدول الموافقة لارتكاب الهجوم ضد سورية؟، لافتا إلى أن المجتمع الدولي يمثل فقط هذه الدول صاحبة الهجوم.

وأضاف ان الدول الثلاث تتحدث عن قصف مراكز للأسلحة الكيميائية في سورية، مطالبا هذه الدول التي شنت ضربات في سورية وقف دعمها «للإرهابيين» أولا.

وبالعودة إلى تفاصيل الضربة، أكدت الپنتاغون ان العملية «ضربت كل الاهداف بنجاح»، فيما صرح الجنرال كينيث ماكنزي انها كانت «دقيقة وشاملة وفعالة» وستعيد برنامج الأسلحة الكيميائية التابعة للنظام السوري سنوات «الى الوراء».

وأعلن رئيس اركان الجيوش الاميركية الجنرال جو دانفورد ان القوات الاميركية والفرنسية والبريطانية قصفت ثلاثة أهداف تتعلق ببرنامج الأسلحة الكيميائية السوري، أحدها قرب دمشق والاثنان الآخران في حمص.

وأوضح أن حلفاء الولايات المتحدة حرصوا على عدم استهداف القوات الروسية المنتشرة في سورية وهو ما أكدته موسكو.

من جهته، أكد وزير الخارجية الفرنسي جان ايف لودريان كذلك أن «جزءا كبيرا من الترسانة الكيميائية» التابعة للنظام السوري «تم تدميره» في الضربات، بينما قالت رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي أن الهجمات تعد بمنزلة «رسالة واضحة» ضد استخدام الأسلحة الكيميائية.

في المقابل، أعلنت موسكو أن أنظمة الدفاع الجوي السوري اعترضت عشرات الصواريخ خلال الهجوم الذي أكد الجيش الروسي أنه لم يسفر عن سقوط أي ضحايا سواء مدنيين أو عسكريين.

وعلى مدى 45 دقيقة، تردد دوي الانفجارات وأصوات تحليق الطائرات الحربية في أجواء دمشق فجرا، تزامنا مع اعلان واشنطن وباريس ولندن استهداف مراكز ومنشآت عسكرية ذات علاقة بتصنيع وتخزين الاسلحة الكيماوية، قرب العاصمة وفي محافظة حمص ردا على الهجوم الكيميائي الذي اتهمت دمشق بتنفيذه في السابع من ابريل على دوما.

وأكد الاعلام الرسمي التابع لدمشق ان «الدفاعات الجوية السورية تصدت للعدوان الأميركي البريطاني الفرنسي على سورية». وقال مدير المرصد رامي عبدالرحمن لوكالة فرانس برس إن «مراكز البحوث العلمية والقواعد العسكرية ومقرات الحرس الجمهوري والفرقة الرابعة في دمشق ومحيطها» التي تم استهدافها في الضربات كانت خالية الا من بعض عناصر الحراسة، إذ «تم اخلاؤها بالكامل» قبل ثلاثة ايام.

ورغم الاتهامات الاميركية، كانت العملية العسكرية ضد سورية محدودة وحرصت القوى الغربية على عدم المس بالقوات الروسية الموجودة في البلاد إلى جانب قوات النظام.

ويتعلق الأمر بتجنب تصعيد عسكري خطير وعواقب لا يمكن التنبؤ بها بين القوتين العظميين مع تدهور العلاقات الى حد ما اثر تسميم الجاسوس السابق سيرغي سكريبال بغاز اعصاب في الرابع من مارس في سالزبري البريطانية.

وأعلن الجيش الروسي ان تحالف الدول الغربية الثلاث أطلق 103 صواريخ بعضها من طراز «توماهوك»، لكن أنظمة الدفاع الجوي التابعة لدمشق نجحت في اعتراض 71 منها.

وسرعان ما دان بوتين الضربات بشدة. وقال في بيان نشره الكرملين إن «روسيا تدين بأقصى درجات الحزم الهجوم على سورية، حيث يساعد عسكريون روس الحكومة الشرعية في مكافحة الإرهاب».

ووصف الرئيس الروسي الهجوم الصاروخي الأميركي ضد سورية بأنه عمل عدواني.

وأشار بوتين الى ان التاريخ سيحكم على هذه الأعمال مثلما وصم ممارسات واشنطن في يوغسلافيا والعراق وليبيا.

بنك الأهداف التي طالتها الضربات الغربية

وكالات: استمرت أعمدة الدخان التي تصاعدت من المواقع التي استهدفتها الضربات الغربية حتى الساعات الأولى من صباح أمس.

وذكرت وسائل إعلام روسية وعالمية أن بنك الأهداف شمل:

– اللواء 105 حرس جمهوري

– قاعدة الدفاع الجوي في جبل قاسيون

– مطار المزة العسكري

– مطار الضمير العسكري

– البحوث العلمية في برزة

– البحوث العلمية في جمرايا

– اللواء 41 قوات خاصة

– مواقع عسكرية قرب الرحيبة في القلمون الشرقي ريف دمشق

– مواقع في منطقة الكسوة في ريف دمشق

– مركز بحوث في ريف حماة

– مستودعات عسكرية غرب حمص.

الأسلحة المستخدمة في الضربات

نيويورك ـ CNN: شاركت كل من بريطانيا وفرنسا والولايات المتحدة في ضرباتها التي استهدفت مطارات ومنشآت عسكرية في سورية. وفيما يلي المعدات والأسلحة التي استخدمتها الدول الثلاثة في تنفيذ هذه الضربة.

مقاتلات تورنيدو البريطانية

المسلحة بصواريخ كروز «ستورم شادو» وفقا لوزارة الدفاع البريطانية، ويعتقد أنها على الأغلب انطلقت من قاعدة اكروتيري لسلاح الجو الملكي البريطاني في جزيرة قبرص.

مقاتلات رافال الفرنسية

حيث نشرت الرئاسة الفرنسية مقطع فيديو يظهر استعدادها لتنفيذ الضربة بسورية، وكما مقاتلات تورنيدو البريطانية، تحمل مقاتلات رافال صواريخ كروز «ستورم شادو» القادرة على التحليق لمسافة تتجاوز 250 ميلا (نحو 400 كيلومتر).

قاذفات القنابل الأميركية B1

في الوقت الذي لم تكشف فيه وزارة الدفاع الأميركية (الپنتاغون) عن نوع الأسلحة التي حملتها هذه الطائرات في ضربة سورية، إلا أن مسؤولا كشف لـCNN في وقت سابق أنها كانت تحمل صواريخ كروز ورؤوس حربية بقوة 1000 باوند.

بارجات أميركية

قال مصدر بوزارة الدفاع الأميركية إن بارجة واحدة على الأقل في البحر الأحمر شاركت في الضربات على سورية.

224 مليون دولار كلفة الضربات الصاروخية

وكالات: كشفت مصادر أميركية، أن تكلفة الضربة الأميركية التي شنتها الدول الثلاث على النظام السوري فجر أمس، قد بلغت 224 مليون دولار.

وقالت المصادر: إنه تم إطلاق 112 صاروخ توماهوك في سورية، يكلف الواحد منها 1.87 مليون دولار، ليكون مجموع التكلفة 224 مليون دولار.

وتتميز صواريخ توماهوك، بأنها محملة بـ 500 كلغ من المتفجرات، ولا تحتاج لطيار يتحكم في هدفها، ويمكن إطلاقها من منصة بعيدة بمدى يصل إلى 1000 ميل، تنشطر فوق هدفها لتتسبب في تدمير آليات أكثر وأماكن تخزين وحتى طائرات محلقة، ولكنها لا تنجح في تدمير مدارج الطائرات.

واستخدمت الولايات المتحدة هذه الصواريخ، العام الماضي حين قصفت قاعدة الشعيرات التابعة لنظام الأسد في محافظة حمص، بعد أن ارتكب النظام مجزرة خان سيخون التي قتل على اثرها أكثر من 100 مدني.

شاهد أيضاً

خالد العدواني

تكنولوجيا و انترنت : خالد العدواني : “البيتكوين” أفضل عملة للإستثمار

أفضل عملة للإستثمار،وكيف تضاعف سعرها أكثر من ثلاثة مرات في 6 أشهر البيتكوين البيتكوين هي …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *