ظل المطرب عبدالكريم عبدالقادر منذ مطلع الستينيات حتى اليوم محافظا على نهجه وذوق الجمهور واستطاع أن يقدم الأغنية العاطفية بهوية خاصة وأن يجعل من الحزن شيئاً جميلا وتميز عن غيره بأنه يأسر المستمع بصوته الشجي فيصبح تحت تأثير عاطفي.
«واليوم أنا عندي خبر وعلمٍ أكيد.. حبيبتي في قلبها حب جديد» من أغنية «أجر الصوت» التي طرحها الفنان عبدالكريم عبدالقادر في العام 1988 بعنوان «الصوت الجريح» من كلمات عبداللطيف البناي وألحان أنور عبدالله وهذه الأغنية التي كانت ملء السمع والبصر آنذاك هي عنوان الألبوم الذي لازمه لقباً إلى اليوم.
عبدالكريم عبدالقادر الذي يتجنب الحديث عن عزوفه سبق أن ذكر في حوار متلفز قديم يوثقه موقع «اليوتيوب» في معرض إجابته على متصلة طرحت عليه السؤال عن سر غياب عن الحضور عربياً فعلق قائلاً: «أنا مقصر وكان هذا قراري واختياري أعرف بأنه بإمكاني الانتشار أكثر من هكذا لو أردت والسكة واضحة لو أردت بالمشاركة في حفلات ونشاطات ومهرجانات للوصول إلى القلوب والعقول العربية لأن فننا مو قاصره الفن في الكويت رائد ومتمكن ومقتدر وممكن يصل إلى الناس بسهولة والكلمة بفضل الله مفهومة».
وتابع «أنا وصلت إلى مرحلة بين أن أعتزل أو أواصل بهذا الشكل يعني في المرحلة اللي أنا قررت فيها ظروف عملي وظروف حياتي والاحتكاك اللي حصل لي في فترة معينة ما أدري إن كان خيراً أو شر ولكن حصل في لحظة إني أنا اصطدمت مع المسؤولين بسوء فهم يعني أنا متأسف إنه أقولها يعني إخواني وأهلي في البحرين هم اللي فهموني غلط كانوا عاملين حفلات وللأسف أنا جيت وشاركت في حفلة وعرضت على الهواء وشافوها الناس جيت من بعدها وقلت يا إخوان أنا مسافر بأرد الكويت لأن زوجتي حامل وما أقدر قالوا لا يا خوي حنا عندنا 3 حفلات يعني قلت لهم ما أقدر اسمحوا لي اعذروني وتعذرت للأسف كلمة منهم وكلمة مني فكانت ردة فعلها سيئة».
ويواصل «أول ما ركبت الطيارة ووصلت الكويت لقيت الإخوان واخذين على خاطرهم ومبلغين وزارة الإعلام عني كأني مسوي لي شغلة واجد حزت في نفسي فركبت السيارة ورحت وزارة الإعلام قلت لهم يبه أنا ما أصلح للفن أنا إذا طرشتوني «أرسلتوني» مكان يمكن أفشلكم.. هذا حصل لأني ما ودي أصطدم كل يوم مع مسؤولين أنا لي رؤية يمكن ما يتقبلونها الآخرين وكان بإمكاني أغني 3 حفلات وتمشي بس ما غنيت.. هذا هو السبب وتوقفت عن الحفلات.. وتوقفت عن الفن المهم انعكاسها علي إني جيت لوزارة الإعلام وقلت لهم يبه أنا بطلت من الفن وفعلاً ما رجعت للفن إلا بـ «وداعية» و»للصبر آخر» وكان هذا السبب رجعت بمقاييس ثانية لا حفلات ولا طلعة ولا جيّه أنا إذا عندي شي بأقوله بأغنّية».
وانتهى حديثه الذي بين حجم الأزمة التي حصلت بينه وبين وزارة الإعلام الكويتية آنذاك وإصراره على قراره رغم تغير الأجيال وتعاقب السنين يوضح أن ردة فعله كانت أقسى من الحدث نفسه لأنه جرت العادة أن كل المهرجانات يحصل فيها اختلاف في وجهات النظر بين المنظمين والفنانين ولكن لا ينعكس هذا الأمر على مسيرتهم الفنية وحالتهم النفسية مثلما حصل مع الفنان عبدالكريم عبدالقادر الذي يتمنى الجمهور عدوله عن قراره وإعادة نثر روائعه الخالدة لاسيما أن الفنانين يستغلون الحفلات لإعادة تقديم أرشيفهم الفني و«الصوت الجريح» لديه كنز فني لم يعيد تدويره منذ البدايات إلى اليوم.