حافظ المطرب عبدالمجيد عبدالله على السير في خط تصاعدي فيما يقدّمه من فن بشكل مدروس حتى وصوله إلى سلّم النجومية، وانتشار مجموعة من أغنياته على الصعيد العربي مثل «يا طيب القلب»، و«رهيب»، ومن ثم الحفاظ على هذا التألّق الذي ساهم في تكوين قاعدة جماهيرية عريضة له مازالت تمتدّ إلى يومنا هذا.
لكنّ الأمر الذي يثير استغراب جمهوره، هو أن فنانهم مازال يصرّ على الغياب عن خارطة الحفلات الغنائية المحلية دون أي سبب واضح، أو مبرّر لذلك، لاسيما أن جميع نجوم الأغنية السعودية استطاعوا استثمار عودة الحفلات الغنائية إلى السعودية، وأطلّوا عبرها على جمهورهم المحلي المتعطّش إلى الفن، حيث نجد أن قائمة الحفلات يتكرّر فيها اسم «فنان العرب» محمد عبده، وعدّة نجوم، منهم رابح صقر، وعبادي الجوهر، بل إن «نجم الأغنية الخليجية» راشد الماجد سبق أن أطلّ على جمهوره في الرياض عبر حفلة شهيرة جمعته بالفنان محمد عبده، وذلك في يناير الماضي، وهي الحفلة التي احتضنها مركز الملك فهد الثقافي، وعبرها تمّ تدشين العودة إلى إحياء الحفلات الغنائية بشكل رسمي. وعلى الرغم من ظهور عبدالمجيد عبدالله في العامين الأخيرين عبر حفلتين إحداهما في دبي، والأخرى في الكويت، ووجود اسمه على خارطة الحفلات الغنائية في لندن الشهر المقبل، إلا أن هذا الظهور الخارجي، الذي تعامل معه جمهوره في البداية بفرحٍ كبير، لأن نجمهم ظل غائباً عن الحفلات 9 أعوام، انقلب مؤخراً إلى حزنٍ شديد، لأنه يعزّز الصورة المرسومة عنه، وهي أنه يهرب من مواجهة جمهوره المحلي. ومن التفسيرات لذلك، بحسب الجمهور المنافس لعبدالمجيد عبدالله، أنه يمتلك شعبية جارفة بين الجمهور من الجنس اللطيف غير المسموح له بالحضور محلياً، لذا يخشى من الوقوف على المسرح، كي لا تنكشف حقيقة حجم جماهيريته بين الذكور. وبعيداً عن تفسيرات الجمهور المناوئ له المبنية على مشاهدات من مسرح دبي والكويت، توجّهنا بسؤالنا إلى الناقد الفني حسن النجمي الذي علّق قائلاً: «عبدالمجيد عبدالله، أحد الأسماء التي تصنع التأثير والحضور والبهجة في الأغنية المحلية، وإذا ما أراد الظهور عبر أي محفل فني، فإنه يركّز على كل صغيرة وكبيرة بدايةً من المسرح وحتى متابعة سير توزيع التذاكر، وكذلك مكان الحفل، وهذا أمر احترافي منه».