استشعر رجل الأعمال رئيس مجلس أمناء جامعة الشرق الأوسط الأميركية فهد إبراهيم العثمان الخطر المُحدق بالكويت خاصة ومنطقة الخليج والأمة العربية عامة، وأحس بأن الفتنة تُطل برأسها محاولة هدم النسيج الوطني فأطلق النفير، ودق جرس الإنذار محذراً من الوقوع فريسة في براثن الطامعين بخيرات الأمة العربية، والمُخربين العازمين على تدميرها عبر مبادرة حملت شعار «حب الكويت _يجمعنا».
فزعة العثمان جاءت بعد ما أثير من لغط وتباين في المواقف بشأن المُدانين الهاربين في ما يعرف إعلامياً بـ «خلية العبدلي» عبر مواقع التواصل الاجتماعي، فارتدى قفاز المُحب لوطنه العاشق لترابه، و«سدد» عبر مبادرته الوطنية كلمة مؤثرة وجهها إلى الكويتيين كافة قائلاً «عندما يتعلق الأمر بأمن الكويت فلا مكان لأي انتماء آخر، ولا بد أن نلغي جميع انتماءاتنا الطائفية والقبلية والحزبية وتعصبنا المذهبي ونجعل مصلحة الكويت فوق أي اعتبار».
ومن منطلق إيمانه بأنه يجب عدم أخذ جماعة بجريرة فرد أو أفراد فيها، قال العثمان «عندما يقول القضاء كلمته – في إشارة على الحكم الصادر بحق المتهمين في قضية خلية العبدلي – فالحكم يكون فقط على المجرم نفسه ولا يجوز أن ينسحب على أهله وجماعته»، مستشهداً بقول الله تعالى «ولا تزرُ وازرة وزر أخرى»، مشدداً على ضرورة الالتزام بتلك المبادئ كلها قبل فوات الآوان.
وشعوراً من العثمان بالخوف المُحدق بأمتنا العربية والإسلامية عامة ومنطقة الخليج على وجه الخصوص حذر من اللعب بالنار قائلاً «ترى احنا قاعدين نلعب بالنار وقاعدين نعرض أعز ما نملك وهو أمن واستقرار الوطن للخطر… احنا مستهدفين وخليجنا مستهدف ومنطقتنا كلها مستهدفة واللعب بالدين والطائفية هي أداة الطامعين والمُخربين».
وأكد العثمان أن الأطماع في المنطقة والسعي لتخريبها ليس وليد اليوم، بل هي خطط رُسمت قبل زمن بعيد، فقال «المنطقة كلها مشتعلة واللي قاعد يصير في خليجنا اليوم هي فتنة اشتغلوا عليها من زمان واليوم انفجرت… وهذه الفتنة ما فيها غالب ومغلوب كلنا خسرانين… اشكثر من الأمثلة والبراهين قدام عيونا حتى نصحى ونفهم إن ما لنا مصلحة معاهم وإن مصلحتنا فقط مع بعض ومع نظامنا السياسي وحكامنا وإن ما لنا بد من بعض».
وحثَّ العثمان في نهاية كلمته كل الكويتيين على اختلاف مشاربهم وانتماءاتهم بفزعة وطنية تتصدى لمحاولات هؤلاء الطامعين والمخربين قائلاً «يا أهل الكويت… اليوم يوم فزعة وطنية كل واحد بإمكانياته وقدراته نبتديها من بيوتنا ودواوينا، وما نسمح للفتنة أن تخترق نسيجنا الوطني ونجعل انتماءنا للكويت يمحي أي انتماء ويكون حب الكويت هو الحب الأول والأخير».