ضمن عروض مهرجان «ليالي مسرحية كوميدية» بنسخته الثانية الذي ينظمه المجلس الوطني للثقافة والفنون والاداب، قدمت فرقة المسرح الكويتي مساء امس الأول على خشبة «الدسمة» مسرحيتها «نهيق الأسود»، وسط حضور جماهيري لا بأس به يتقدمهم رئيس الفرقة الفنان القدير احمد السلمان ونائب رئيس الفرقة الفنان القدير عبدالله غلوم ورئيسة اللجنة الثقافية بالفرقة الكاتبة القديرة عواطف البدر ومسؤولي المهرجان عبدالكريم الهاجري واحمد التتان والفنان القدير جاسم النبهان والفنان القدير داود حسين والفنانة زهرة الخرجي والمحامية نجلاء النقي وآخرون.
قبل العرض، كرم مسؤولو المهرجان الهاجري والتتان فرقة المسرح الكويتي على مشاركتهم في هذا المهرجان، حيث تسلم تكريم الفرقة رئيسها الفنان القدير احمد السلمان الذي عبر عن سعادة الفرقة بالمشاركة في هذا المهرجان المسرحي الذي تمنى ان يستمر لانعاش الحركة المسرحية.

وتقديرا للدور الذي يقوم به المجلس الوطني للثقافة والفنون والاداب لدعم الحركة المسرحية في البلاد اهدت فرقة المسرح الكويتي درعا تذكارية للقائمين على المهرجان، حيث سلم الدرع عضو فرقة المسرح الكويتي الفنان القدير داود حسين.
بعد ذلك انطلق العرض المسرحي «نهيق الأسود»، من تاليف مشعل الموسى واخراج عبدالمحسن القفاص وتمثيل مشعل العيدان ومحمد طاحون ومحمد عاشور وشملان المجيبل وفهد الخياط ومصطفى محمود.
الرؤية الاخراجية التي تصدى لها المخرج عبدالمحسن القفاص كانت مغايرة جدا للرؤية الاخراجية التي قدمها في عام 2007، حينما تصدى لاخراج هذه المسرحية التي مثلت الكويت في الدورة الثامنة للمهرجان المسرحي لشباب دول مجلس التعاون الخليجي والتي اقيمت في دولة قطر الشقيقة، حيث كان من العروض المميزة بتلك الدورة وحقق عددا من الجوائز منها جائزة افضل ممثل اول للفنان يوسف الحشاش وجائزة التميز للفنان حسين المهدى، بالاضافة الى فوز المسرحية بالمركز الثالث كأفضل عرض.
المسرحية حين قدمت في مهرجان الشباب كانت باللغة العربية الفصحى الممزوجة ببعض المفردات باللهجة العامية، ولكن ما شاهدناه في عرض المسرحية الجديد فقد تم تحويل النص كليا الى اللهجة العامية، وهذا امر يحسب لمخرج العرض عبدالمحسن القفاص حتى تكون أقرب الى المتلقي، وبالفعل نجح في ذلك من خلال حكاية خفيفة سلطت الضوء على صناعة الخرافة وتصديقها رغم ان «الاسود» لا تنهق، ولكن عندما يسيطر اللامعقول والمعقول على النفس البشرية يصبح كل شيء «جائزا» خصوصا عندما يجد الدعم من السلطة!
تدور احداث المسرحية بين صاحب ديك وصاحب حمار، فالأول منزعج من «نهيق الحمار» والثاني منزعج من «صياح الديك» ومع مرور الوقت يتفق صاحب الديك مع «الدلال» لقتل الحمار، خصوصا ان «الدلال» عينه على «الديك والحمار» ويجد أمامه فرصة كبيرة في التخلص من الاثنين بطريقته ويتحقق مراده ولكن يفاجأ بعد قتل الحمار انه تحول الى «اسد» ليشيع خبر في القرية ان الحمار كان مبروكا ويجب اكرام صاحبه وبالتالي يكون هو الآمر الناهي ليتضح في آخر الأحداث ان كل ما حدث كان من ترتيب «السلطة» مع صاحب الحمار تأكيدا لمقولة «دافنينه سوى» لانشغال الشعب بتلك الخرافات!
نجح المخرج عبدالمحسن القفاص في توصيل فكرة النص الى الحضور من خلال رؤيته الاخراجية بطريقة جميلة ويعيدة عن استعراض العضلات، وذلك من خلال استخدامه الصحيح للاضاءة وألوانها المتعددة وموسيقاته التي جاءت متماشية مع اجواء العرض، وساعده بذلك الممثلين الذين كانوا في قمة ادائهم، ومنهم مشعل العيدان الذي بذل مجهودا كبيرا في توصيل دوره، بالاضافة الى اعضاء السلطة «الضابط ومساعده» محمد طاحون ومحمد عاشور وشملان المجيبل وفهد الخياط.