(كم هو مؤلم أن تدفن ميتك هو واقف)
خلال كتاباتي لهذه السطور تذكرت قول أحد شعراء البشتون “لأن يأتيني جسدك و قد مزقه الرصاص بشرف أهون عندي من أن يردني نبأ فرارك من المعركة”
في خلال الايام الفائته ومن خلال تصفحي للقنوات الفضائيه او وسائل التواصل الاجتماعي ألمني جداً مايحصل من تراشق في الاعلام العربي وصل الي ذروته وقد يحدث مالايحمد عقباه والخاسر الوحيد هو المشاهد الذي أصبح بين مطرقة السندان بل وأصبح لايعرف أين الاتجاه الصحيح فتارةً تلك القناة تاخذه شرقاً وتارة تلك القناة تأخذه غرباً ومن ثم يأتي دور وسائل التواصل الاجتماعي ووجود ما أسميتهم “بقناصين الفرص” والباحثين عن الشهره من خلال وقوفهم بجانب المعسكر الفلاني ضد المعسكر الفلاني وهكذا وطبعاً لايخدم بخيل وهذا ماجعل الاعلام العربي أعلام أملائي بالدرجه الاولي ولايمت للواقع بصله بل إنه ذكرني بإحدي مقالات أستاذنا الكبير أنيس منصور رحمه الله في كتابه “شمعه في كل طريق” في مقاله الرياح لاتبني (صفحه 57)، وأتذكر جيداً أنه كتب في بداية المقال ليس راياً أن تصفق مع في كل زفه وترقص علي أي موسيقي وأن تكون أعلي الناس صوتاً فالبحر أمواجه تصفق ورياحه تزمجر لكنه لم يفلح في زحزحة الشاطي
والأدهي من ذلك أن الكل أصبح إعلامي والكل أصبح سد منيع في وجه العدو ومن العدو للاسف أخيك العربي ,وكم هو مؤلم أن تدفن ميتك وهو واقف.
——-
البشتون هي قبائل تتوزع بين افغانستان وباكستان وهي تشكل 40بالميه من الحكومه وتتوزع في كشمير وقندهار.
أنيس منصور هو كاتب صحفي وفيلسوف وأديب مصري. اشتهر بالكتابة الفلسفية عبر ما ألفه من إصدارت، جمع فيها إلى جانب الأسلوب الفلسفي الحديث.
بقلم: عادل النزال