للمرة الأولى.. الاستثمار في توليد الطاقة يفوق الإنفاق على النفط والغاز
يرى المراقبون أن استمرار تأثير دول مجلس التعاون الخليجي في أسواق الطاقة العالمية باق وله ما يبرره في ظل مضيها قدما وبقوة في ضخ الاستثمارات في الهيدروكربون.
وقالت مجلة ميد نقلا عن وكالة الطاقة الدولية إن حوالي 1.7 تريليون دولار قد استثمرت في الطاقة العالمية في عام 2016، أي نحو 2.2% من الناتج المحلي الإجمالي العالمي، وأن هذا الرقم يغطي جميع جوانب سلسلة إمدادات الطاقة، بدءا من إنتاج النفط من مكامنه، وصولا إلى شبكات توزيع الطاقة، ولكن الرقم ذاته يمثل انخفاضا بنسبة 12% عن الاستثمار في هذا القطاع في عام 2015.
وأشارت المجلة الى أن التركيز المتزايد على كفاءة استخدام الطاقة كان عاملا ملحوظا، شأنه شأن التحول إلى مصادر الطاقة المتجددة وانخفاض تكاليف توريد مكوناتها، لكن العامل الأكبر هو انهيار الاستثمار في إنتاج النفط والغاز في مرحلة ما قبل الإنتاج أي في عمليات الاستكشاف والتنقيب، والذي بدأ في عام 2015 مع تخفيض شركات الطاقة استثماراتها في ردود فعل على تردي أسعار النفط.
وقد انخفض الاستثمار العالمي في إنتاج النفط والغاز بقيمة 184 مليار دولار تقريبا في الفترة بين عامي 2014 و2016، وبنسبة 38%، فيما أدى انخفاض الاستثمار بنسبة 24% في عام 2016 الى تبديد زيادة الاستثمار والإنفاق على كفاءة استخدام الطاقة بنسبة 8% وعلى قطاع الطاقة بنسبة 6%.
ولأول مرة، نجد أن الاستثمار في توليد الطاقة يفوق الإنفاق على قطاع النفط والغاز.
وبرغم ذلك، فقد واصل منتجو النفط في الشرق الأوسط الإنفاق على الهيدروكربون طوال السنوات الخمس الماضية، بصرف النظر عن التراجع في ترسيات عقود المشاريع في دول مجلس التعاون الخليجي في عام 2016.
وقد اعتبرت المجلة ان منتجي النفط الخليجيين هم أقل تأثرا بانخفاض الأسعار عن المنتجين الآخرين، نظرا لانخفاض متوسط تكلفة إنتاج النفط إلى ما دون 10 دولارات للبرميل، ناهيك عن التزام شركات النفط الوطنية في المنطقة بخطط استثمارية طويلة الأجل، الأمر الذي يشكل واقيا في مواجهة أي تخفيضات مفاجئة.