متى ترى أكاديمية الكويت للفنون النور

بعد إعلان عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة الشيخ د.سلطان بن محمد القاسمي عن تأسيس أكاديمية الشارقة للفنون، من خلال كلمته التي ألقاها في حفل ختام مهرجان الشارقة المسرحي في دورته الـ 27 بدأت الجهات المنوطة بالأمر بتجهيز المبنى من جميع نواحيه على ان يتم الافتتاح خلال حفل امارة الشارقة لاختيارها عاصمة للكتاب لعام 2019.

هذا الإعلان دفع وزارة التربية والتعليم العالي للعمل بجدية لتنفيذ مرسوم تأسيس اكاديمية الكويت للفنون الذي يحمل رقم 391/2010 من خلال جهود وزير التربية ووزير التعليم العالي د.محمد الفارس لتبقى الكويت صاحبة الريادة في كل شيء بالخليج، خصوصا ان مرسوم تأسيس اكاديمية الكويت للفنون صدر من سنوات عدة قبل اعلان حاكم الشارقة لتأسيس اكاديمية في امارته، ولكن للأسف الشديد بقي المرسوم الذي صدر عام 2010 حبيس الادراج حتى عام 2013 عندما قرر وزير التربية ووزير التعليم العالي آنذاك د. نايف الحجرف تحريك المياه الراكدة لهذا المرسوم، فقام بتشكيل مجلس امناء للأكاديمية ولكن مع مرور الوقت استقال اعضاء مجلس الامناء باستقالة مسببة لعدم تنفيذ الوزير الحجرف لمتطلباته، ومن ثم جاء من بعده الوزير د. بدر العيسى الذي شكل لجنة لاختيار رئيس لأكاديمية الكويت للفنون ولكنها لم تكتمل اعمالها بسبب استقالات بعض اعضائها وبعد تعيين د. محمد الفارس وزيرا للتربية والتعليم العالي بذل جهدا كبيرا في الانتهاء من ملف اختيار رئيس للأكاديمية فقام بتشكيل لجنة يرأسها وزير التربية والتعليم العالي الأسبق د.رشيد الحمد وعدد من الدكاترة في جامعة الكويت، حيث استقبلت هذه اللجنة العديد من الملفات تقدم اصحابها لتبوؤ منصب رئيس الأكاديمية ونائب الأكاديمية للشؤون العلمية.

لجنة د.الحمد بذلت جهدا كبيرا في فحص الملفات التي تم رفض عدد منها لعدم استيفائها للشروط واختارت 3 اسماء فقط لرئاسة الأكاديمية بالإضافة الى 3 اسماء لمنصب نائب مدير الأكاديمية «تتحفظ الأنباء عن ذكر تلك الأسماء»، حيث قدمت اللجنة تقريرها الى وزير التربية ووزير التعليم العالي د.محمد الفارس لاختيار واحد من الاسماء المرشحة لنيل منصب رئيس الأكاديمية على ان يتم اختيار منصب نائب المدير عن طريق لجنة يشكلها رئيس الأكاديمية الذي يتم اختياره من قبل الوزير.

وما ان انتهت لجنة د.الحمد من تقريرها النهائي وتقديمه للوزير د. الفارس الحريص على الانتهاء من ملف الأكاديمية لترى النور على أرض الواقع بدأت الأصوات تعلو بأن على الوزير اختيار الأفضل لمنصب رئيس الأكاديمية وان يراعي في ذلك عدم اختيار من كان عمره كبيرا الى ان وصلت مطالب تلك الأصوات للأصول والاعراق!

تلك المطالب التي انطلقت من بعض الأصوات دفعت الوزير د.الفارس بالتريث في الاختيار الأمر الذي يعود بملف الأكاديمية للمربع الأول دون تحقيق اي تقدم فيه لوجود اصوات لا تهمها أن تبقى الكويت بالريادة في الخليج وإن ما يهمها «كرسي الأكاديمية»!

المضحك المبكي في الموضوع ان امارة الشارقة عندما قررت تأسيس اكاديمية جهزت مبناها ومحتوياتها ولكن اكاديمية الكويت للفنون حتى يومنا هذا لم يجهز مبناها ولا محتوياتها، وكان الأولى على الأصوات التي أخرت اعلان تسمية رئيس الأكاديمية ان تنادي بإنشاء مبنى الأكاديمية قبل ان يتم توزيع مناصبها، ولكن يبدو ان تلك الاصوات همها «مناصب» و«كراسي» أكثر من همها ايجاد اكاديمية بـ «حق وحقيقي»!