المعادلات الخاسرة في قانون الحياة الاجتماعية
كثيرة هي المعادلات التي هي من الواقع الذي نتعامل به في حياتنا، بعضها عابر والبعض منها من ديدن حياتنا اليومي المنغمس في علاقاتنا اليومية، إلا أن بعض تلك المعادلات تكون خاسرة من سوء تصرّف أحد طرفيها وتكون غير نافذة في العلاقات بيننا، هذه العلاقات منها اجتماعية ومنها تجارية ومنها معيشية ومنها علاقات مشاعر وأحاسيس مُتبادلة فيما بيننا
وهُنا سنتطرق باختصار للخاسر فيها دون الناجح منها، لأن الناجح في المعادلات هو ناجح في مُجمل التعاملات كمًّا وكيفًا ومضمونًا
إحداها بل هي أهمها خسارة معادلة المشاعر، فعند تخلي طرف بمشاعره عن الطرف الآخر تكون المعادلة خاسرة ويعيش صاحبها في وهم لا يعي حقيقته والنهاية تكون كارثية في بعض الحالات من قوة الصدمة التي تلقّاها الطرف الخاسر في هذه المعادلة
ومنها المعادلات التجارية المبنية على رؤوس أموال بين طرفين، فمتى أخل أحد الطرفين ببنود المعاهدة التي أُبرمت بينهما اتفاقية الشراكة يخسر الخاسر وتؤدي النتيجة لمحاكمات وقضايا ومسائلات قانونية تكون نتيجتها العقاب المحكوم وضياع ثروات وسقوط رؤوس أموال كانت ستصل لآفاق بعيدة لأصحابها لو لم يسيء التعامل معها أحد أطرافها
ومن ضمنها أيضًا المعادلات الاجتماعية، فزعل أحد أطراف العائلة بسبب مُعين يَحدث شرخ في المعاملات بينها ويُفكك أُصر التعايش السليم بين جميع كُتل العائلة المبني عليها الود العائلي وتكون النتيجة خصومات يتوارثها الأحفاد جيل بعد جيل لسنوات طويلة وبنتيجتها ينشأ جيل لا يعرف بتاتًا أن فلان ما وعائلة ما هي من أقرب الناس إليه وتكون النتيجة معاملات اجتماعية خاسرة ومُعقدة لأمد طويل ولأبعد حدود
وهُناك الكثير من المعاملات الخاسرة في حياتنا لا يسعنا حصرها ولو تطرقنا لها لما استطعنا اقتضابها في هذا المقال
وتبقى هُناك معادلة واحدة ناجحة وقاسطة في هذه الحياة وهي تحكيم العقل والمنطق قبل اتخاذ القرار الخاطئ والأخذ بأسبابه لبقاء الود رغم اختلاف وجهات النظر في جميع المعاملات، ولعل ما جاء في كتابه تعالى جل علاه في الآية العاشرة من سورة الفتح أصدق في ذلك وأقسط وهي المُعادلة التي لا يشوبها شائب ولا خسارة في الحياة {إِنَّ الَّذِينَ يُبَايِعُونَكَ إِنَّمَا يُبَايِعُونَ اللَّهَ يَدُ اللَّهِ فَوْقَ أَيْدِيهِمْ فَمَنْ نَكَثَ فَإِنَّمَا يَنْكُثُ عَلَى نَفْسِهِ وَمَنْ أَوْفَى بِمَا عَاهَدَ عَلَيْهُ اللَّهَ فَسَيُؤْتِيهِ أَجْرًا عَظِيمًا} صدق الله العظيم.
الكاتب: محفوظ الشبلي.
@mahfoodalshibli
كلمات جميلة وهادفة بتوفيق الشبلي
نعم تحكيم العقل والمنطق وبعيدا عن الموجملات السكوت عن الحقائق…….