«بين يديّ نصان للتلفزيون، لكنني لم أقرر بعد ماذا سأختار منهما».
إنها الفنانة مرام البلوشي متحدثةً إلى «الراي» عما يشغلها هذه الأيام، موضحةً: «المسؤولية التي تُلقَى على عاتقي أهتم ليس فقط بتأديتها، بل بإنجاحها، وإن كانت ناجحةً فإنني أزيدها نجاحاً»، ومشيرة إلى أنها تقرأ بعناية وحرص شديدين الأعمال التي تُعرَض عليها، حتى تختار الدور المغاير الذي تبدع فيه ويليق بالجمهور الذي يستحق الكثير.
البلوشي تطرقت إلى الأصداء الإيجابية التي حظيت بها إثر مشاركتها في مجموعة أعمالها في الفترة الأخيرة، ومن بينها مسلسل «كان في كل زمان» الذي عُرض عبر «الراي» في رمضان الماضي، فقالت: «الحقيقة أنني تلقيت ردود أفعال أسعدتني للغاية بعد مشاركاتي، وخصوصاً أنها تميزت بالتنوع في الأداء والرسالة، وهذا العنصر أحرص عليه كثيراً، فأنا لا أقبل أي دور لمجرد الظهور على الشاشة، أو حتى بدافع المجاملة أحياناً، فالقاعدة عندي: لا للمجاملات».
وبشأن مسلسلاتها الخاصة، والتي عُرضت في شهر رمضان الفضيل «كان في كل زمان» و«كحل أسود» و«غرابيب سود» ذكرت البلوشي: «في كل عمل كان لي دور وشخصية وخط درامي تختلف عن العملين الآخرَين… ففي (كان في كل زمان) شاركت مع الفنانة سعاد عبدالله في حلقات قصة حملت عنوان (أم السعف) وكانت تراثية، وظهرت بشخصية شريرة.. وانتقام ولكنني أنكسر في النهاية، كما هي حال كل ظالم»، مواصلةً: «أما في مسلسل (كحل أسود) فقد أديتُ شخصية (الداية) التي تملك أسرار العائلة، وحملت في رأسها مواقف وأمور البيت، بينما في (غرابيب سود) كنا نحكي عن واقع مر علينا».
وعاتبت مرام البلوشي بعض المعنيين في مجال الفن وصناعه على ظاهرة التكرار وعدم التنويع في الأعمال الفنية، مشيرةً إلى أن هذا التكرار يجب ألا يكون منتشراً في الفن، مكملةً: «أنا لا أحب التكرار، فالفن لا يقف على قضية واحدة، وإن كانت هناك خطوط حمراء تتعلق ببعض الموضوعات فنحن الفنانين أحرص عليها من غيرنا، لأننا مواطنون قبل أن نكون فنانين في نهاية المطاف، لكن هذا لا يمنع من أن نقدم رسالة عن أمور واقعية في حدود الأدب بلا شك. فهناك قضايا تتطلب منا أن نضع بشأنها الدواء على الجرح».
وعرّجت مرام البلوشي على عمل عُرض لها خارج شهر رمضان الماضي، أدت فيه دور الزوجة التي تتسم بالبخل وتحمل صفاتٍ سلبية، حتى أنها دمرت حياة أسر في سبيل مصلحتها الشخصية، وقد أدت هذا الدور من خلال مسلسل «ذكريات لا تموت» فقالت: «هذا العمل لن يُنسى… ونحن شكَّلنا جميعا النجاح معاً، والدور أتعبني لأنني بخيلة ومفترية، ودمرت حياة أغلب أهلي… وقد أخذت مني الشخصية جهداً كبيراً، وجمعنا من خلال سبيكة بين الكوميديا والجد لكسر حدة الشر… وأبدع في إظهارنا بهذه الصورة المخرج منير الزعبي».
وعلى الصعيد المسرحي، عبرت عن سعادتها بالإقبال على آخر عمل قدمته وهو «سالي» برفقة شقيقتها هند البلوشي، مواصلةً: «تجربة جميلة… ويكفي أننا قدمنا عملاً تربوياً، وتعبنا عليه جميعاً كي يكون عملاً فنياً يحترم عقل الطفل والأسرة من خلال شخصيات أحببناها في الثمانينات.. وقدمتُ شخصية (الآنسة منشن) مديرة المدرسة التي تكون الظالمة والقاسية على سالي».
ولم تنسَ مرام البلوشي أن تذكر الفنان الكبير الراحل عبدالحسين عبدالرضا، مثنيةً على «مسيرته الفنية الحافلة، وتأثيره في أجيال كثيرة منذ طفولتها، فقد أحببنا الفن من خلاله ومعه رفقاء دربه، سواء من رحل أو من لا يزال يعطي فناً، عسى عمرهم يطول… وقطار الدنيا يسير ونحن معه».