مسيحيّو الكويت احتفلوا بعيد الميلاد
حتفل المسيحيون في الكويت أمس بعيد الميلاد من خلال قداس أقامته جميع الكنائس احتفالا بهذه المناسبة الدينية والاجتماعية، في أجواء تعكس روح التسامح والمحبة التي تعيشها البلاد.
فقد توافد الآلاف من المقيمين إلى الكنيسة الكاثوليكية لأداء الصلوات، حيث صدحت الترنيمات الدينية في الأجواء، متناغمة مع أصوات الدف، لتشكل سيمفونية فحواها، كما ردد الكثيرون، السلام. وقد امتدت الاحتفالات إلى شاطئ الشويخ الذي اكتسى حلة ملونة بالأمس مع انتشار المحتفلين على طوله، حيث تأنقت النساء المحتفلات بأجمل ألوان الساري والثياب التقليدية لبلادهن، وكان لأكاليل الورود من أعناق المحتفلين النصيب الأكبر، لتكون هذه الألوان والورود تعبيرا عن المحبة والسلام الذي يحمله هذا اليوم المجيد في طياته.
ولم يغفل المحتفلون إبراز عادات وتقاليد بلادهم في مثل هذه المناسبة، التي جمعت مختلف الأعراق والطوائف والجنسيات المتعددة، بدءا بالثياب التقليدية، ولم تنته بمشاركة بعضهم البعض الطعام والحلوى المصنوعة منزليا، في حلقات دائرية جمعت الأهل والأقارب والأصدقاء، وبعضهم صنع المجسمات التي تشرح يوم ميلاد السيد المسيح والتف حولها مصفقا ومهللا.
وأطلق المحتفلون البالونات الملونة في سماء الكويت، وزينوا شجرها بزينة عيد الميلاد، وارتدوا قبعات «بابا نويل» الحمراء، تعبيرا عن سرورهم واحتفالهم بهذا اليوم، وفي حين فضل بعضهم الاحتفال على اليابسة، ذهب الحماس ببعضهم الآخر بالنزول للبحر والاحتفال باللعب والسباحة، وفي كلا الحالين كانت البهجة حليفتهم.
ولم يقتصر الاحتفال على الجالية المسيحية فقط، بل كان الحضور المسلم واضحا، حيث قال روبين «أنا مسلم، ولكن أتيت للاحتفال مع المسيحيين، الأجواء هنا تبعث على السرور، ولست المسلم الوحيد هنا»، ما يعكس منهج المحبة والتسامح الديني الذي تنتهجه الكويت، وأثر بشكل إيجابي على القاطنين فوق أرضها. بدوره شارك جون، مسيحي من الهند، «الراي» أمنياته للعام الجديد، فقال «في عيد الميلاد أصلي للرب أن يجمعني بأهلي في الهند قريبا، وأن أعود لإكمال دراستي في هندسة الحاسوب هناك، أما الآن فيسعدني الاحتفال بهذه المناسبة مع أصدقائي في الكويت».
أما ماهيس فقد أكد أن «الرب منحنا الحياة، ولذلك نصلي له قبل كل شيء، ونحتفل بالمحبة وأن يعم السلام أرجاء المعمورة». بدوره ،احتفل نويل من الفيلبين مع أصدقائه على طريقتهم الخاصة، مرتدين قبعات «بابا نويل»، فرقصوا وغنوا بمكبرات الصوت «عيد ميلاد مجيد»، وقال «أتمنى أن أعيش طويلا، بصحة جيدة، وأتمنى أن يجد الجميع السلام». وقالت جانين من الفيلبين، «عيد الميلاد فرصة رائعة للاحتفال والاجتماع بالأهل والأصدقاء الذين قد لا نراهم طوال العام، أتمنى أن تحل البركة على هذا العالم، وأن يبقى الجميع بصحة جيدة». واختصرت ماري بجملة واحدة «أتمنى أن يصبح العالم خاليا من الحروب»، واتفق معها شانتي قائلا «أتمنى أن تظل الكويت بأمن واستقرار لنحتفل بها دوما، وأن تعيش بلادي الفيلبين مستقرة للأبد».