تلبية لدعوة من أحد الأصدقاء ذهبنا إلى تناول العشاء في أحد المطاعم المعروفه بالكويت والذي يتميز بوجود كبائن كتب عليها مخصصة للعائلات، ولا شك أنه من الأمور الجيدة أن تكون هناك أماكن مخصصة للعائلات في المطاعم لإتاحة الحرية للعائلات للاستمتاع بها، حيث تأخذ المرأة حريتها مع افراد عائلتها أكثر في تناول طعامها وجلستها.
ولكنني وللأسف الشديد لاحظت أن معظم هذه الكبائن المغلقة ليست للعائلات فقط بل للعشاق والمحبين والمراهقين والمراهقات، فقد لاحظت أن أكثر من يدخلون هذه الكبائن هم من الشباب والفتيات ويمكثون في هذه الكبائن بالساعات الطويلة دون أي رقيب على ما يتم داخل هذه الكبائن من ادارة هذه المطاعم فلا يستطيع أحد الدخول عليهم إلا بإذن مسبق وهذا بالطبع يتيح لهم فرصة كبيرة للاختلاء بأنفسهم دون أن يراهم أحد أو يزعج صفو جلستهم أي شخص مما قد يؤدي في نهاية الأمر إلى أفعال غير أخلاقية في مثل هذه الأماكن والتي خصصت أساساً للعائلات.
ومن خلال تواجدي مع زميلي لتناول الطعام في احد هذه المطاعم وإذ بأصوات خافته وغريبه تصدر من إحدى الكبائن المغلقة المجاورة لنا مما سبب إحراجاً للعائلات والموجودين جعلت معظمهم يترك المطعم ويذهب غير راضٍ عن تلك الأفعال المخجلة التي تحدث داخل هذه الكبائن.
السؤال هنا: هل تم إنشاء هذه الكبائن لكي تكون ملاذاً للأعمال المنافية للأخلاق والأداب والتي تتنافى مع الشرع ويعاقب عليها القانون؟
أم أنشئت لكي يستمتع بها رواد المطاعم من العائلات حيث يأخذن حريتهم في التمتع بمثل هذه الأماكن دون أن يخدش حياءهن أحد؟
أين دور الرقابة من مثل هذه الأماكن؟ وأين دور الجهات المسؤولة كوزارة الداخليه والبلديه والتجاره عن هذه المطاعم؟ وأين المسؤولون عن خدمة وراحة المواطنين في مثل هذه الأماكن العامة؟ ألا يجب تفعيل دور الجهات الرقابية في متابعة مثل هذه المطاعم والتي انشئت للاستمتاع بها وليس للأعمال المخلة؟
لــــــــذا أناشد المسؤولين في كل الجهات الرقابية اتخاذ جميع السبل والإجراءات الصارمة لمعاقبة كل من تسول له نفسه مخالفة القوانين وعدم احترام الاماكن العامة والعمل على ازعاج الآخرين بالأعمال المنافيه للآداب.
وأخيرا فأنا لست ضد أو أعارض مثل هذه الكبائن المغلقة في المطاعم ولكني أعارض وبشدة استغلال هذه الاماكن في أفعال غير أخلاقية وعدم تفعيل الدور الرقابي على هذه الأماكن وعدم المتابعة الجادة لها حتى تصبح بالفعل أماكن يحب المواطنون والعائلات ارتيادها والتمتع بالجلوس فيها.
إن مثل هذه الظواهر تهدد المجتمع الكويتي المحافظ بالانفلات الأخلاقي لــذا يجب التصدي لها بكل قوة وحزم .
بقلم: علي الرندي