كثيراً ما يلفت انتباهي في المجمعات والأماكن العامة رؤية أمور تثير دهشتي حين أرى ذكوراً يرتدون ثياباً لا تليق بهم كرجال ولا تليق بمجتمعنا الكويتي والخليجي وكذلك حين أرى نساء بزينة كاملة من أصباغ وعباءات وضيقة وألوان ملابس ملفتة ورائحة عطر تفوح عن بعد ويمشي بجانبها ذكر سعيد بوجودها وكأنه يعرض سلعته أمام هذا وذاك وعيون المراهقين والرجال تلتهمها باحثةً عن المستور الذي خلف الثياب
وهو يمشي بجانبها كقطعة ثلج باردة كبرودة الصقيع
كثيراً ما أقف حائراً أمام مصطلح الرجولة حين أقرأ قوله تعالى:”الرجال قوامون على النساء بما فضل الله بعضهم على بعض وبما أنفقوا من أموالهم”
“الرجال قوامون” وليس الذكور
فهل كل الرجال تنطبق عليهم صفة الرجولة الحقيقة
لم أعنِ بما كتبت أنني أستنكر قوامة الرجل مطلقاً والعياذ بالله فهو أمر رباني لا مجال لنقاشه ولا أسعى إلى عكس ذلك
بل كل ما أردت الوصول إليه
أن الرجولة صفة لأهل الهمم والمعالي الذين يسعون إلى طاعة الله ومرضاته
وأن يتذكر الرجل أن الرجولة هي الحفاظ علي شرف الأهل والأبناء وهي تكليف بما يرضي الله من أمرٌ بالمعروف ونهيٌ عن المنكر وتعليم الزوجة والأبناء ما جهلوه من أمور دينهم ودنياهم
فالرجولة أمانة ثقيلة وليست حصانة للرجل ان يشهرها في وجه الآخرين لتنفيذ مآربه
الرجولة إصلاح وتعديل واحتواء وبذل وجهاد في الحياة
والرجولة مسؤولية دُنياوية وأُخراوية
والرجولة ليست جنساً وليست سناً بقدر ما هي صفات وشمائل وسجايا
فهل كل الذكور البالغين رجالا ؟