ناصر صباح الأحمد: مشروع شمال الكويت واقع وليس رؤية
كشف النائب الأول لرئيس مجلس الوزراء ووزير الدفاع الشيخ ناصر صباح الأحمد ان الكويت قادرة على ان تصبح مركزا عالميا تخدم من خلاله كثيرا من الامم والدول وعلى الاخص العراق وايران اللتين بحاجة لمساعدات كبيرة، مشيرا الى ان دول الخليج تعتبر نفسها صديقة وملتزمة تجاه الدول الاخرى التزاما اخلاقيا وتجاريا وسياحيا وعلاجيا.
وقال: «نحن لا نريد ان نكون مثل هونغ كونغ أو سنغافورة، فنحن لدينا وجهات نظر مختلفة، صحيح ان حولنا دولا غنية ولكن علينا ان نكون اكثر تقاربا وترابطا واستقرارا من اي وقت مضى، ولكن علينا ان نعد انفسنا لتحقيق هذه الرغبات».
حديث الشيخ ناصر صباح الأحمد جاء خلال تنظيم مكتب البنك الدولي في الكويت حلقة نقاشية أمس حول تطوير مشروع بوابة الخليج الشمالي وهو مشروع متعدد الأغراض موزع على البر الرئيسي وخمس جزر في الجزء الشمالي من البلاد، وحضر اللقاء مجلس الأمناء بجهاز تطوير مدينة الحرير (الصبية) وجزيرة بوبيان، يتقدمهم رئيس الجهاز فيصل المدلج وعدد من أعضاء المجلس هم: عمران حيات، عدنان البحر، د.خالد عيد النصار، طارق سلطان العيسى، م.سارة أكبر، بالإضافة الى عدد كبير من مسؤولي البنك الدولي والاقتصاديين من القطاع الخاص المحلي.
وأضاف ان «مشروع تطوير شمال الكويت ومدينة الحرير في الواقع ليس مجرد رؤية بل هو واقع الكويت منذ ما قبل اكتشاف النفط».
وأكد ان «التحدي الذي تواجهه الكويت كبير في تنفيذ المشروع ولكن ارادتنا أكبر من ذلك بكثير»، مضيفا ان صاحب السمو الأمير الشيخ صباح الأحمد وضع هذه الرؤية منذ عامين و3 أشهر واعتبرها قد بدأت منذ حينه.
وأوضح ان فلسفة دول الخليج تهدف الى ربط بعضها البعض من خلال الطرق ووسائل النقل الحديثة المختلفة للوصول الى البحر الاحمر والبحر الابيض المتوسط، وكما تعلمون ان لدينا صحراء مترامية الاطراف تفصل بين السعودية والعراق وتحول دون اقامة صناعات ثقيلة وتحول دون التواصل بين المدن العربية، ولكن هناك مناطق ومجالات واسعة يمكن ان نتعاون من خلالها بصورة آمنة ومجدية لتحقيق الاهداف والرؤى.
فريق متخصص
وذكر أن هناك محاولات ناجحة وتجارب فاشلة في مختلف مناطق العالم، ويمكن للكويت ان تقتبس الناجح منها وتتحاشى الفاشلة، واعتقد ان لدينا فريقا متخصصا يمكنه ان يقدم المزيد في انجاح الفكرة.
وذكر الشيخ ناصر صباح الأحمد ان التحدي الذي نواجهه في الكويت كبير، ولكن التحديات التي يواجهها العالم أكبر، وما زلنا نواجه هذه التحديات غير ان هناك قدرا كبيرا من الارادة والتفاؤل لتخطي تلك العقبات، مضيفا: «لقد استغرق الأمر وقتا طويلا، وقد بدا الوعي والاهتمام الاجتماعي والسياسي اظهار قلق كبير ازاء الأوضاع القائمة وكيفية معالجتها».
وأضاف: «لقد كانت الكويت قبل النفط متسعة للجميع بمختلف توجهاتهم الدينية والثقافية والفلسفية وهذا ما نريد ان تعود اليه الكويت من جديد كما كانت بصورة تاريخية على هذا النحو مركزا لاحتضان الآخرين، ونعتقد اننا قادرون على مساعدة الآخرين مثل الكثير من دول آسيا الوسطى التي هي بحاجة ماسة للمساعدة، حيث ان منطقة اسيا ذات طاقات استيعابية محدودة وتمثل مخرجا متاحا لدول اوروبية وجنوب روسيا مثل منغوليا او الجزء الآسيوي من تلك المنطقة».
خبرات عالمية
من جانبه، قال مدير مكتب البنك الدولي في الكويت، الشرق الأوسط وشمال أفريقيا د. فراس رعد ان ورشة العمل ستركز بصورة رئيسية على الخبرات العالمية من اسيا وتحديدا هونغ كونغ والشرق الاوسط مثل جبل علي والعقبة وغيرهما في اميركا الجنوبية، وسيتم عرض التجارب التي نجحت والاخرى التي كان مصيرها الفشل، وسننظر في علاقة المبادرة بالمناخ المالي والاستثماري في الكويت والتجربة الكويتية والعلاقات والتواصل بين الكويت والدول المجاورة والخطط والمشاريع التي يتم تنفيذها.
وقال رعد: «نحضر هذا المؤتمر ممثلين بفريق واسع يتولى قيادته العديد من المتخصصين واصحاب الخبرات والمديرين ضمن البنك الدولي، ويقود الفريق نبيل عساف الذي يمثل فريق الممارسة العالمية للمنافسة المالية والابداع كما يحضر اللقاء المدير العام السابق مارك هوزيه، بالإضافة الى عدد من الخبراء الداخليين والخارجيين الذين سيستعرضون خبراتهم في هذه الورشة».
وشدد مدير مكتب البنك الدولي في الكويت على العلاقات المتميزة مع الكويت والتي تعود الى مطلع ستينيات القرن الماضي ونذكر على سبيل المثال التقرير الذي اعده البنك الدولي عن الاقتصاد الكويتي في العام 1961 والذي يعود مباشرة الى حقبة الاستقلال وهو ما يعزز العلاقات القائمة بين الكويت والبنك الدولي، وقد تعلمنا ان النتائج تعتمد دائما على البدايات، ومن هنا فإننا نأمل ان نتمكن من خلال ورشة العمل على مساعدة الكويت على تحقيق ما تصبو اليه من رؤية وتنمية اقتصادية.
وفي ختام كلمته قدم د. رعد الشكر لحفاوة الترحيب البالغة التي تم استقبال وفد البنك الدولي بها واعضاء البعثة، مشيرا الى ان ذلك اللقاء يعتبر الثاني خلال الفترة الماضية وذلك استكمالا للقاءات التي عقدها أعضاء مجلس الادارة قبل بضعة اشهر خلال مؤتمر اعادة اعمار العراق.
من جانبه، قال رئيس جهاز تطوير مدينة الحرير وجزيرة بوبيان فيصل المدلج في كلمته إن رؤية «كويت جديدة 2035» تتضمن خلق مصادر بديلة للدخل بعيدا عن النفط لهذا فكرنا في مشروع المنطقة الشمالية.
وأضاف المدلج «نعمل على خلق بوابة تجارية آمنة للمنطقة» لافتا إلى آخر الدراسات التي تبين أن منطقة آسيا الوسطى وما يحيطها تضم نحو 240 مليون نسمة.
وقال: اننا بصدد خلق مركز رئيسي يمكنه أن يزود المنطقة بفرص تجارية ومالية وتعليمية وصحية، لافتا إلى التواصل مع البنك الدولي لتحويل هذه الرؤية إلى حقيقة.
وأوضح انهم بدأوا بمرحلة التخطيط الحضري والعمراني وفقا لدراسات عن المنطقة كما وضعوا قوانين تساعد على تحقيق هذه الرؤية.
وتناولت الورشة التجربة السنغافورية بوصفها أنموذجا لتنمية الاقتصادات وكذلك تجربة هونغ كونغ إضافة إلى تناول بعض تجارب الاقتصاد الكلي للمناطق الاقتصادية الخاصة.
واستعرضت الورشة في جلساتها قطاع المواصلات والقطاع اللوجستي في المنطقة إضافة الى الاطلاع على بعض التجارب الدولية الأخرى مثل المكسيك فضلا عن جلسة خاصة عن الخبرات الدولية في تصميم وإدارة المناطق الاقتصادية الخاصة.