هل باتت الحاجة قائمة لـ «أوپيك» جديدة؟
توقعت مجلة ميد أن يصبح منتجو النفط من غير الأعضاء في منظمة أوپيك قادرين في العام 2019 على تحديد اتجاهات النفط العالمية، لاسيما ان تراجع الأسعار منذ الانتخابات النصفية الأميركية قد كشف مرة أخرى عن الصعوبات التي تواجه منظمة أوپيك في التعامل مع الاسواق النفطية التي تلعب فيها كل من روسيا والولايات المتحدة دورا مهما بقدر اهمية الدور السعودي.
وقالت المجلة في تحليل بقلم رئيس التحرير ادموند او سوليفان ان الامين العام لمنظمة «أوپيك» كان قد وصف تراجع أسعار النفط هذا الخريف بأنه تقلب «طبيعي» قبيل اجتماعها في ديسمبر، غير ان هذا الانخفاض هو الثالث المتكرر في الأسعار خلال 10 سنوات، ومن الصعب تجنب الاستنتاج بأن «أوپيك» تتعثر من أزمة إلى أخرى.
وعزا رئيس تحرير مجلة ميد آخر انهيار في اسعار نفط أوپيك إلى عدة عوامل اولها انها خفضت توقعاتها بشأن الطلب العالمي على النفط في عام 2019، اما ثانيها وهو الأكثر أهمية فيتمثل في سلوك أكبر منتجين في العالم، وهما روسيا والولايات المتحدة حيث ارتفع إنتاج الاولى في أكتوبر إلى 11.4 مليون برميل يوميا وهو أعلى مستوى منذ انهيار الاتحاد السوفييتي في عام 1991، كما ان من المتوقع أن يبلغ الإنتاج الثانية في نوفمبر 11.7 مليون برميل يوميا على الأقل.
وهذا يعني أنه بغض النظر عن القرارات التي ستتفق عليها أوپيك في ديسمبر، فإن معظم اتجاهات النفط العالمية في العام المقبل ستحددها دول ليست أعضاء في الكارتل النفطي. فبعد كل شيء، كان ارتفاع أسعار النفط في شهر أكتوبر هو الذي تضمن توقعات بتأثير العقوبات الأميركية على صادرات النفط الإيرانية، وليس سياسة أوپيك.
وتولت السعودية القيادة مرة أخرى من خلال الدعوة إلى تخفيضات انتاج النفط من قبل أوپيك والمنتجين الآخرين، والتي سحبت من السوق نحو 1.8 مليون برميل يوميا لمدة 18 شهرا انتهت في يونيو الماضي.
وقال او سوليفان: اما هذه المرة فقد تكون ثمة معارضة اميركية قوية لاتفاق مماثل، وقد دعا دونالد ترامب دول أوپيك هذا العام مرتين لخفض أسعار النفط، فيما أعطت روسيا اشارات بعدم اقتناعها بأن هناك حاجة لخفض الإنتاج، وهذا يشير الى تحول في ميزان القوى بين واشنطن وموسكو والرياض وهو ليس في مصلحة أوپيك.
وانتهى او سوليفان الى القول ان تقلبات الأسعار تقوض مزايا الاستثمار في قطاع الهيدروكربون.
ولم تمثل الموافقات على مشروعات النفط التقليدية الجديدة في السنوات الثلاث الماضية سوى نصف المبلغ المطلوب لتحقيق التوازن في السوق حتى العام 2025، حسبما ذكرت وكالة الطاقة الدولية في تقريرها الأخير عن توقعات الطاقة العالمية، وهذا الوضع ليس في مصلحة اي طرف، حيث ان ما نحتاجه هو «نموذج جديد من أوپيك» لنظام الطاقة العالمي الجديد الناشئ الذي ستنخرط فيه بشكل دائم كل من روسيا والولايات المتحدة.
وسيصبح هذا ضروريا على نحو متزايد مع اقتراب اللحظة التي يبدأ فيها الطلب العالمي على النفط بالانخفاض الحتمي في غضون فترة تقل عن 20 عاما.