الثلاثاء , 3 أكتوبر 2023
يوم مصيري لـ «إسبانيا الموحدة» والكتالونيون مصرون على الاستفتاء
يوم مصيري لـ «إسبانيا الموحدة» والكتالونيون مصرون على الاستفتاء

يوم مصيري لـ «إسبانيا الموحدة» والكتالونيون مصرون على الاستفتاء

تدخل إسبانيا اليوم مرحلة هي الأكثر حرجا في تاريخها السياسي الحديث منذ تفعيل الديموقراطية بعد وفاة الديكتاتور فرانسيسكو فرانكو في 1975، إذ ينظم اقليم ««كتالونيا» الانفصالي استفتاء على الاستقلال يتوج سنوات من التوتر بين الإقليم ومدريد.

وأكدت سلطات إقليم كتالونيا أن الشرطة الإسبانية داهمت مركزا للاتصالات تابعا لحكومة الإقليم أمس قبل يوم من إجراء الاستفتاء الذي تعتبره مدريد «غير دستوري».

ويسود الترقب لمدى قدرة الانفصاليين الكتالونيين على تحدي الحكومة المركزية وتنظيم الاستفتاء، بعد أن أعلن ممثل الحكومة الاسبانية في كاتالونيا انريك ميو ان الشرطة ختمت بالشمع الأحمر اكثر من نصف مراكز الاقتراع البالغ عددها 2300.

وقال ميو للصحافة الأجنبية في مقر الشرطة «من أصل 2315 مركز تصويت ختم 1300 بالشمع الأحمر».

وأضاف ان 163 من هذه المراكز يحتلها ناشطون يحق لهم مغادرتها لكن لا احد يستطيع دخولها.

وقبل ذلك قال زعيم إقليم كتالونيا كارلس بيغديمونت لـ«رويترز» إن التصويت سيمضي قدما رغم هذه الإجراءات.

وأضاف «كل شيء جاهز في كل مراكز الاقتراع التي يزيد عددها عن ألفين. هناك صناديق الاقتراع وبطاقات التصويت وفيها كل ما يحتاج الناس للتعبير عن رأيهم».

وقال متحدث باسم الحكومة أمس إن أربعة ضباط شرطة على الأقل دخلوا مركز الاتصالات في برشلونة الذي يتحكم في الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات لحكومة الإقليم، ومن المتوقع بقاؤهم فيه لمدة يومين.

وجاء ذلك بعد أن أمرت المحكمة العليا في كتالونيا الشرطة بمنع إجراء التصويت الإلكتروني. كما أمرت المحكمة شركة غوغل بحذف تطبيق كان يوفر معلومات عن استفتاء الاستقلال عن إسبانيا.

وأمر قائد شرطة كتالونيا الضباط بإخلاء المكان وإغلاق مراكز الاقتراع بحلول الساعة السادسة من صباح اليوم بالتوقيت المحلي قبل موعد بدء التصويت في التاسعة صباحا.

ولم تفلح الدعوات ولا الإجراءات التي اتخذتها السلطات الإسبانية في ثني الانفصاليين الكاتالونيين المصممين على المضي قدما في الاستفتاء واحتلوا عشرات المدارس التي تم اختيارها كمراكز تصويت بهدف منع الشرطة من إغلاقها.

في المقابل، تظاهر آلاف الأشخاص أمس دفاعا عن وحدة إسبانيا في ساحة سيبيليس في وسط مدريد بدعوة من المنظمة المحافظة «مؤسسة الدفاع عن الأمة الإسبانية».

وقال زعيم الانفصاليين الكاتالونيين أمام حشد من المؤيدين الفرحين مساء أول من أمس في ختام حملته «في هذه الأوقات العصيبة والمفعمة بالمشاعر نشعر بأن ما اعتقدناه يوما مجرد حلم، هو في متناول اليد».

لكن في بلدة لوسبيتاليت دي لوبريغات، كان المشهد مختلفا في قاعة مؤتمرات كبيرة. فقد تجمع نحو ألفي شخص يعارضون الانفصال عن إسبانيا بدعوة من حزب سيودادانوس، أكبر أحزاب المعارضة في كاتالونيا.

ويثير الاستفتاء خلافات في الإقليم الغني الواقع بشمال شرق اسبانيا، اذ يضع المسؤولين الكاتالونيين في مواجهة الحكومة المركزية، في واحدة من أكبر الأزمات التي تشهدها إسبانيا، كما يثير الانقسامات بين الكاتالونيين انفسهم، وان كانت غالبية كبيرة منهم ترغب في تسوية المسألة بتصويت قانوني.

وقالت الشرطة إنها فتحت تحقيقا في حادثة اطلاق أعيرة من بندقية خردق على مجموعة من الاشخاص الذي كانوا يقفون أمام مدرسة ثانوية احتلها الناشطون في بلدة مانلو الكاتالونية ما أدى الى اصابة ثلاثة اشخاص بجروح طفيفة.

ومع انتهاء الحصص الدراسية الجمعة، قررت مجموعات صغيرة من النشطاء وبينهم اهالي مع ابنائهم، ان يحتلوا سلميا عدة مدارس في برشلونة تم اختيارها كمراكز اقتراع.

وقالت جيزيلا لوز، وهي ام لثلاثة تلاميذ في مدرسة رينا فيولانت الابتدائية في حي غراسيا الراقي في برشلونة حيث التأييد كبير للاستقلال، «سأنام هنا بجانب ابني الأكبر الذي هو تلميذ هنا».

ومن حي الى حي تجمعت مجموعات من الأشخاص لتشكيل «لجان لحماية الاستفتاء» باستخدام تطبيق تلغرام لتنظيم الجهود والطلب من الجميع على الحفاظ على الأجواء السلمية، بحسب مراسل «فرانس برس» الذي رأى بعض تلك الرسائل.

وفي مدريد، رفع المتظاهرون المعارضون للانفصال علم اسبانيا وهم يرددون «كاتالونيا جزء من اسبانيا» وشعارات يستخدمونها عادة لتشجيع فرق كرة القدم، بينها «انا اسباني اسباني اسباني». كما هتفوا «بيغديمونت الى السجن».

وتشير استطلاعات الرأي إلى ان اقل من نسبة 50% من الشعب الكتالوني يؤيدون اجراء الاستفتاء على الانفصال عن إسبانيا وحق تقرير المصير.

ومن المتوقع أن يصوت عدد كبير من المواطنين برفض الانفصال، الا انهم سيخرجون للمشاركة في المظاهرات للتعبير عن رفضهم لسياسات حكومة مدريد اليمينية التي لم تحرك ساكنا للتعامل مع المطالب الانفصالية على مدار السنوات الماضية، ولاعتبار انها استخدمت أساليب «القمع» باعتقال مسؤولين في الحكومة الإقليمية في وقت سابق هذا الشهر.

شاهد أيضاً

خالد العدواني

تكنولوجيا و انترنت : خالد العدواني : “البيتكوين” أفضل عملة للإستثمار

أفضل عملة للإستثمار،وكيف تضاعف سعرها أكثر من ثلاثة مرات في 6 أشهر البيتكوين البيتكوين هي …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *