5 علامات فارقة… صنعت تميّز «خليجي 23»
انتهت منافسات «خليجي 23» بتتويج المنتخب العماني للمرة الثانية في تاريخ البطولة، في حدث اعتبره الكثيرون مفاجأة قياساً بابتعاد منتخب السلطنة عن الترشيحات للمنافسة على الكأس قبل انطلاق المنافسات.
وفيما لم تكن هذه هي المرة الأولى التي يحقق فيها اللقب منتخب غير مرشح، فإن ان ثمة أمورا أخرى جعلت من هذه النسخة من كأس الخليج مختلفة عن سابقاتها.
في ما يلي 5 علامات فارقة وضعت «خليجي 23» كأكثر النسخ تميزاً في تاريخ البطولة.
رغبة سامية
بعد قرار الاتحاد الدولي لكرة القدم «الفيفا» برفع الايقاف عن الكويت وعودتها الى المشاركات الدولية بعد غياب تجاوز العامين والذي جاء نتاج تدخل من صاحب السمو أمير البلاد، وتعاون السلطتين التشريعية والتنفيذية، ووساطة من الأشقاء الخليجيين، بعد هذا القرار أصدر سمو الأمير توجيهاته السامية بأن تستضيف البلاد منافسات «خليجي 23» والتي كانت في مهب التأجيل لعدة أسباب في مقدمها الأوضاع التي كانت تشهدها المنطقة، غير ان سموه في هذه الرغبة أظهر مجدداً بعد نظر وحكمة بعد ان حققت الدورة الهدف الأسمى من وراء اقامتها وهو لم شمل شباب الخليج والجزيرة العربية في منافسات رياضية شريفة.
نجحت «خليجي 23»، في تجاوز العديد من التحديات التي واجهت اقامتها ونأى جميع المشاركين -الذين تجلّت لديهم روح المسؤولية- بأنفسهم عن المحظورات التي كانت لتعكر صفو التجمع، وفي النهاية خرج راضياً عن كل ما واكب الدورة.
وفيما كان البعض يحاول الاصطياد في المياه العكرة وتصوير لقاء الأشقاء في قطر والبحرين بأنه «معركة»، جاء الرد من لاعبي المنتخبين الذي قدموا مباراة نظيفة تجسدت فيها الروح الرياضية بقيام لاعب «العنابي» أحمد ياسر محمدي بعلاج زميله المصاب في «الأحمر» راشد جمال بعد أن اخرج لاعبو منتخب قطر الكرة الى خارج الملعب، واستحقت صورة الحدث التي تم تداولها على نطاق كبير أن تكون «لقطة العام» ربما حتى على مستوى العالم.
حضور جماهيري
لم تشهد أي من البطولات الـ 22 السابقة التي أقيمت لكأس الخليج حضوراً جماهيرياً كالذي عاشته «خليجي 23».
وللمرة الاولى، يودع منتخب الدولة المضيفة المنافسة، من دون ان يتأثر الاقبال الجماهيري على حضور المباريات وهو ما تجلى في اللقاء الأخير لمنتخب الكويت امام الامارات في الجولة الختامية للدور الاول عندما امتلأت جنبات استاد جابر بالجماهير الكويتية والخليجية والتي لم تغب عن المشهد خلال منافسات الدور نصف النهائي، قبل ان تسجل حضوراً تاريخياً غير مسبوق بتواجد قرابة 40 الف متفرج في المباراة النهائية التي غاب عنها المنتخب المضيف.
نجاح تنظيمي
بعد صدور الرغبة الأميرية بتنظيم البطولة، باشرت اللجنة العليا واللجان المنبثقة عنها عملاً دؤوباً للتجهيز لاستضافة الاشقاء من دول مجلس التعاون والعراق واليمن، وفي فترة قياسية لم تتجاوز الـ 10 أيام، كانت الكويت مستعدة لاستقبال المنتخبات المشاركة واطلاق صافرة البداية.
معلوم ان استضافة بطولة مثل كأس الخليج تحتاج الى فترة استعدادات ليست بالقصيرة بدءاً من تشكيل اللجان العاملة ومروراً بالنواحي اللوجستية كتحديد أماكن سكن الوفود وانتقالاتها وتحديد ملاعب تدريب المنتخبات وتجهيز الملعبين اللذين سيستضيفان المباريات، وانتهاء باستقبال وسائل الاعلام التي تقوم بتغطية الحدث من قنوات فضائية ومراسلين.
وأمام هذا العمل الكبير، كان هامش الخطأ موجوداً ولكنه في المقابل لم يتجاوز المستوى الطبيعي والذي تشهده كافة النسخ السابقة من البطولة.
نهاية مثيرة
رغم الانتقادات التي وجهت إلى المستوى الفني للبطولة، والذي كان نتيجة طبيعية للاعداد القصير للمنتخبات المشاركة والتي استعدت على عجل قبل الدخول في المنافسات وبعد أن كان منتظراً للبطولة ان تتأجل، إلا أن حجم الاثارة الذي واكب العديد من مباريات الدورة، طغى على تراجع المستوى الفني وقلة الأهداف التي تم تسجيلها.
ولعلها المرة الأولى التي تقدم فيها مباراة نهائية لكأس الخليج حجم الاثارة الذي حدثت في الدقائق الأخيرة من الوقت الأصلي لنهائي «خليجي 23» بعد ان اتخذ الحكم الكويتي علي محمود قراراً جريئاً باحتساب ركلة جزاء لمنتخب الإمارات قام بتنفيذها في الدقيقة (90) أفضل لاعب في قارة آسيا في العام 2016 عمر عبدالرحمن ولكن الحارس العماني فايز الرشيدي تصدى للركلة حارماً «الأبيض» من فوز مؤكد، قبل ان يعود الرشيدي ليقف حائلاً امام ركلة اخرى سددها «عموري» الذي لسوء حظه انها كانت الركلة الخامسة والأخيرة والتي حسمت اللقب لعمان.
هذه الإثارة التي واكبت اللقاء، لم تشهدها دقائق أخيرة في أي نهائي خليجي منذ هدف عبدالعزيز العنبري «الخالد» في مرمى العراق في المباراة الفاصلة التي حسمت لقب كأس الخليج الرابعة في الدوحة عام 1976 لمصلحة «الأزرق».
«خليجي 24»… إلى أين؟
للمرة منذ انطلاق كأس الخليج في العام 1970، تنهي احدى البطولات من دون تحديد مكان اقامة النسخة التالية.
وبعد إلغاء المؤتمر العام الذي يقام قبل نهاية أية بطولة لكأس الخليج ويحضره رؤساء الاتحادات المشاركة، بقيت وجهة «خليجي 24» مجهولة، وبعد ان كان مقرراً اقامة «خليجي 23» في قطر بحكم انها تأتي في الترتيب بعد الكويت التي كانت موقوفة دولياً، تمت اعادة البطولة الى الكويت لتعود قطر وتطالب بحقها في التنظيم، بيد أن الاتحاد العراقي دخل على خط المطالبة باستضافة النسخة المقبلة في مدينة البصرة، مؤكداً ان ذلك من حقه باعتبار ان العراق كان يفترض ان ينظم البطولة منذ العام 2013 ولكن منع اقامة المباريات الدولية على ملاعبه في تلك الفترة حرمه من ذلك.
وبعد ان قرر «الفيفا» رفع الحظر جزئياً عن ملاعب العراق، تجدد المطالب باستضافة الدورة للمرة الثانية بعد نسخة 1979.
وفيما أيّدت اتحادات السعودية والامارات والبحرين نقل البطولة الى البصرة، لم تصدر اتحادات الكويت وعمان رأيها، فيما أبدت قطر مرونة في التعاطي مع المسألة ولكنها ربطت الأمر بموافقة الشركة الراعية.